Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 3-6)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } ، يعني آدم عليه السلام وذريته . { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ في كَبَدٍ } ، روى الوالبيُّ عن ابن عباس : في نَصَب . قال الحسن : يكابد مصائب الدنيا وشدائد الآخرة . وقال قتادة : في مشقة فلا تلقاه إلا يكابد أمر الدنيا والآخرة . وقال سعيد بن جبير : في شدة . وقال عطاء عن ابن عباس : في شدة خلق حمله وولادته ورضاعه ، وفطامه وفصاله ومعاشه وحياته وموته . وقال عمرو بن دينار : عد نبات أسنانه . قال يمان : لم يخلق الله خلقاً يكابد ما يكابد ابن آدم ، وهو مع ذلك أضعف الخلق . وأصل الكَبَد : الشدة . وقال مجاهد , وعكرمة , وعطية , والضحاك : يعني منتصباً معتدل القامة ، وكل شيء خلق فإنه يمشي مكباً , وهي رواية مقسم عن ابن عباس : وأصل الكبد : الاستواء والاستقامة . وقال ابن كيسان : منتصباً رأسه في بطن أمه فإذا أذن الله له في خروجه انقلب رأسه إلى رجلي أمه . وقال مقاتل : " في كبد " أي في قوة . نزلت في أبي الأشدين , واسمه أسيد بن كلدة الجمحي ، وكان شديداً قوياً يضع الأديم العكاظي تحت قدميه فيقول : من أزالني عنه فله كذا وكذا ، فلا يطاق أن ينزع من تحت قدميه إلا قطعاً ويبقى موضع قدميه . { أَيَحْسَبُ } ، يعني أبا الأشدين من قوته ، { أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } ، أي : يظن من شدته أن لن يقدر عليه الله تعالى . وقيل : هو الوليد بن المغيرة . { يَقُولُ أَهْلَكْتُ } ، يعني أنفقت ، { مَالاً لُّبَداً } ، أي كثيراً بعضه على بعض , من التلبيد , في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم ، قرأ أبو جعفر لُبَّداً بتشديد الباء على جمع لابد ، مثل راكع ورُكَّع ، وقرأ الآخرون بالتخفيف على جمع " لِبْدَة " ، وقيل على الواحد مثل قُثِم وحُطَم .