Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 91, Ayat: 12-15)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَـٰهَا } ، أي قام ، والانبعاث : هو الإسراع في الطاعة للباعث ، أي : كذَّبوا بالعذاب , وكذبوا صالحاً لما انبعث أشقاها وهو : قُدَارُ بن سالف ، وكان أشقر أزرق العينين قصيراً قام لعقر الناقة . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل أخبرنا موسى بن إسماعيل , حدثنا وهيب , حدثنا هشام عن أبيه أنه أخبره عبد الله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { إذا انبعث أشقاها } ، انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في أهله مثل أبي زَمَعَة " . { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ } ، صالح عليه السلام , { نَاقَةَ ٱللَّهِ } ، أي احذروا عقر ناقة الله . وقال الزجاج : منصوب على معنى : ذروا ناقة الله ، { وَسُقْيَـٰهَا } ، شربها , أي : ذروا ناقة الله وذروا شربها من الماء ، فلا تتعرضوا للماء يوم شربها . { فَكَذَّبُوهُ } ، يعني صالحاً ، { فَعَقَرُوهَا } ، يعني الناقة . { فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ ربُّهم } ، قال عطاء ومقاتل : فدمَّر عليهم ربهم فأهلكهم . قال المُؤرِّج : الدمدمة إهلاك باستئصال . { بِذَنبِهِم } ، بتكذيبهم الرسول وعقرهم الناقة ، { فَسَوَّٰها } ، فسوَّى الدمدمة عليهم جميعاً ، وعمهم بها فلم يَفْلِتْ منهم أحد . وقال الفرَّاء : سوَّى الأُمة وأنزل العذاب بصغيرها وكبيرها ، يعني سوَّى بينهم . { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَـٰهَا } ، قرأ أهل المدينة والشام : " فلا " بالفاء وكذلك في مصاحفهم ، وقرأ الباقون بالواو , وهكذا في مصاحفهم { عُقْبَـٰهَا } عاقبتها . قال الحسن : معناه : لا يخاف الله من أحد تبعةً في إهلاكهم . وهي رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس . وقال الضحاك , والسُّدِّي والكلبيُّ : هو راجع إلى العاقر , وفي الكلام تقديم وتأخير , وتقديره : إذا انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها .