Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-71)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تقدم في الأعراف الكلام على لفظة { نوح } و " المقام " وقوف الرجل لكلام أو خطبة أو نحوه ، و " المُقام " بضم الميم إقامته ساكناً في موضع أو بلد ، ولم يقرأ هنا بضم الميم و " تذكيره " : وعظه وزجره ، والمعنى : يا قوم إن كنتم تستضعفون حالي ودعائي لكم إلى الله فإني لا أبالي عنكم لتوكلي على الله تعالى فافعلوا ما قدرتم عليه ، وقرأ السبعة وجهور الناس وابن أبي إسحاق وعيسى : " فأجمعوا " من أجمع الرجل على الشيء إذا عزم عليه ومنه قول الشاعر : [ الكامل ] @ هل أغدونْ يوماً وأمر مجمع @@ ومنه قول الآخر : [ الخفيف ] @ أجمعوا أمرهم بليلِ فلما أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء @@ ومنه الحديث ما لم يجمع مكثاً ومنه قول أبي ذؤيب : [ الكامل ] @ ذكر الورود بها فأجمع أمرَهُ شوقاً وأقبلَ حينه يتتبع @@ وقرأ نافع فيما روى عنه الأصمعي وهي قراءة الأعرج وأبي رجاء وعاصم الجحدري والزهري والأعمش " فاجمَعوا " بفتح الميم من جمع إذا ضم شيئاً إلى شيء ، و { أمركم } يريد به قدرتكم وحياتكم ويؤيد هذه القراءة قوله تعالى : { فتولى فرعون فجمع كيده } [ طه : 60 ] وكل هؤلاء نصب " الشركاء " ، ونصب قوله : { شركاءكم } ، يحتمل أن يعطف على قوله { أمركم } ، وهذا على قراءة " فاجمعوا " بالوصل ، وأما من قرأ : " فأجمعوا " بقطع الألف فنصب " الشركاء " بفعل مضمر كأنه قال : وادعوا شركاءكم فهو من باب قول الشاعر : [ المتقارب ] @ شراب اللبان وتمر وأقط @@ ومن قول الآخر : [ مجزوء الكامل مرفل ] @ ورأيت زوجك في الوغى متقلداً سيفاً ورمحا @@ ومن قول الآخر : [ الرجز ] @ علفتها تبناً وماء بارداً حتى شَأت همالة عيناها @@ وفي مصحف أبي بن كعب : " فأجمعوا وادعوا شركاءكم " ، قال أبو علي : وقد ينتصب " الشركاء " بواو " مع " ، كما قالوا جاء البريد والطيالسة ، وقرأ أبو عبد الرحمن والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى وسلام ويعقوب وأبو عمرو فيما روي عنه " وشركاؤكم " بالرفع عطفاً على الضمير في { أجمعوا } ، وعطف على الضمير قبل تأكيده لأن الكاف والميم في { أمركم } ناب مناب أنتم المؤكد للضمير ، ولطول الكلام أيضاً ، وهذه العبارة أحسن من أن يطول الكلام بغير ضمير ، ويصح أن يرتفع بالابتداء والخبر مقدر تقديره وشركاؤهم فليجمعوا ، وقرأت فرقة " وشركائكم " بالخفض على العطف على الضمير في قوله : { أمركم } ، التقدير وأمر شركائكم ، فهو كقول الشاعر [ العجّاج ] : @ أكل امرىء تحسبين أمرأً ونار توقد بالليل نارا @@ أي وكل نار ، والمراد بالشركاء في هذه الآية الأنداد من دون الله ، فأضافهم إليهم إذ يجعلونهم شركاء بزعمهم ، وقوله { ثم لا يكن أمركم عليكم غمة } ، أي ملتبساً مشكلاً ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الهلال ، " فإن غم عليكم " ومنه قول الراجز : @ ولو شهدت الناس إذا تكمّوا بغمة لو لم تفرجْ غمّوا @@ وقوله { ثم اقضوا إلي } ومعناه أنفذوا قضاءكم نحوي ، وقرأ السدي بن ينعم : " ثم أفضوا " بالفاء وقطع الألف ، ومعناه : أسرعوا وهو مأخوذ من الأرض الفضاء أي اسلكوا إلي بكيدكم واخرجوا معي وبي إلى سعة وجلية ، وقوله { ولا تنظرون } أي لا تؤخرون والنظرة التأخير .