Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 72-73)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى فإن لم تقبلوا على دعوتي وكفرتم بها وتوليتم عنها ، و " التولي " أصله في البدن ويستعمل في الإعراض عن المعاني ، يقول : فأنا لم أسألكم أجراً على ذلك ولا مالاً ، فيقع منكم قطع بي وتقصير بإرادتي ، وإنما أجري على الذي بعثني ، وقرأ نافع وأبو عمرو بخلاف عنه : " أجري " بسكون الياء ، وقرأ " أجريَ " بفتح الياء الأعرج وطلحة بن مصرف وعيسى وأبو عمرو ، ، وقال أبو حاتم : هما لغتان ، والقراءة بالإسكان في كل القرآن ، ثم أخبرهم بأن الله أمره بالإسلام والدين الحنيفي الذي هو توحيد الله والعمل بطاعته والإعداد للقائه ، وقوله { فكذبوه } الآية ، إخبار من الله عز وجل عن حال قوم نوح المكذبين له ، وفي ضمن ذلك الإخبار توعد للكفار بمحمد صلى الله عليه وسلم وضرب المثال لهم ، أي أنتم بحال هؤلاء من التكذيب فسيكونون بحالهم من النقمة والتعذيب ، و { الفلك } : السفينة ، والمفسرون وأهل الآثار مجمعون على أن سفينة نوح كانت واحدة ، و { الفلك } لفظ الواحد منه ولفظ الجمع مستو وليس به وقد مضى شرح هذا في الأعراف ، و { خلائف } جمع خليفة ، وقوله { فانظر } مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم يشاركه في معناها جميع الخلق ، وفي هذه الآية أنه أغرق جميع من كذب بآيات الله التي جاء بها نوح ، وهي مقتضية أيضاً أنه أنذرهم فكانوا منذرين ، فلو كانوا جميع أهل الأرض كما قال بعض الناس لاستوى : نوح ومحمد صلى الله عليه وسلم في البعث إلى أهل الأرض ، ويرد ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي " الحديث . ويترجح بهذا النظر أن بعثة نوح والغرق إنما كان في أهل صقع لا في أهل جميع الأرض .