Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 26-29)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال نوف الشامي : كان يوسف عليه السلام لم يبن على كشف القصة ، فلما بغت به غضب فقال الحق ، فأخبره أنها هي راودته عن نفسه ، فروي أن الشاهد كان الرجل ابن عمها ، قال : انظر إلى القميص فإن كان قده من دبر فكذبت ، أو من قبل فصدقت ، قاله السدي . وقال ابن عباس : كان رجلاً من خاصة الملك ، قاله مجاهد وغيره . وقيل : إن الشاهد كان طفلاً في المهد فتكلم بهذا ، قاله أيضاً ابن عباس وأبو هريرة وابن جبير وهلال بن يساف والضحاك . قال القاضي أبو محمد : ومما يضعف هذا أن في صحيح البخاري ومسلم : لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم ، وصاحب جريج ، وابن السوداء الذي تمنت له أن يكون كالفاجر الجبار ، فقال : لم يتكلم وأسقط صاحب يوسف منها ، ومنها أن الصبي لو تكلم لكان الدليل نفس كلامه دون أن يحتاج إلى الاستدلال بالقميص . وأسند الطبري إلى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تكلم في المهد أربعة " ، فذكر الثلاثة وزاد صاحب يوسف ، وذكر الطبري عن ابن عباس : أن ابن ماشطة فرعون تكلم في المهد ، فهم على هذا خمسة ، وقال مجاهد - أيضاً - الشاهد القميص . قال القاضي أبو محمد : وهذا ضعيف لأنه لا يوصف بأنه من الأهل . وقرأ جمهور الناس : " من قبُلٍ " و " من دبُرٍ " بضم الباءين وبالتنوين ، وقرأ ابن يعمر والجارود بن أبي سبرة ونوح وابن أبي إسحاق " من قُبُلُ " و " من دُبُرُ " بثلاث ضمات من غير تنوين ، قال أبو الفتح : هما غايتان بنيتا ، كقوله تعالى : { من قبل ومن بعد } [ الروم : 4 ] قال أبو حاتم : وهذا رديء في العربية جداً ، وإنما يقع هذا البناء في الظروف ، وقرأ الحسن " من قبْلٍ " و " من دبْرٍ " بإسكان الباءين والتنوين ، ورويت عن أبي عمرو وروي عن نوح القاري أنه أسكن الباءين وضم الأواخر ولم ينون ورواها عن ابن أبي إسحاق عن يحيى بن يعمر . وسمي المتكلم بهذا الكلام { شاهد } من حيث دل على الشاهد ونفس الشاهد هو تخريق القميص . وقرأت فرقة : " فلما رأى قميصه عط من دبر " . والضمير في { رأى } هو للعزيز ، وهو القائل : { إنه من كيدكن } ، قاله الطبري وقيل : بل " الشاهد " قال ذلك ، والضمير في { إنه } يريد مقالها المتقدم في الشكوى بـ " يوسف " . ونزع بهذه الآية من يرى الحكم بالأمارة ، من العلماء ، فإنها معتمدهم ، و { يوسف } في قوله : { يوسف أعرض عن هذا } منادى ، قاله ابن عباس ، ناداه الشاهد ، وهو الرجل الذي كان مع العزيز ، و { أعرض عن هذا } معناه : عن الكلام به ، أي اكتمل ولا تتحدث به ؛ ثم رجع إليها فقال : { واستغفري لذنبك } أي استغفري زوجك وسيدك ، وقال : { من الخاطئين } ولم يقل : من الخاطئات لأن الخاطئين أعم ، وهو من : خطىء يخطأ خطئاً وخطأ ، ومنه قول الشاعر [ أوس بن غلفاء ] : [ الوافر ] @ لعمرك إنما خطئي وصوبي عليّ وإنما أتلفت مالي @@ وينشد بيت أمية بن أبي الصلت : [ الوافر ]