Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 22-24)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
" الصبر لوجه الله " يدخل في الرزايا والأسقام والعبادات وعن الشهوات ونحو ذلك . و { ابتغاء } نصب على المصدر أو على المفعول لأجله ، و " الوجه " في هذه الآية ظاهره الجهة التي تقصد عنده تعالى بالحسنات لتقع عليها المثوبة ، وهذا كما تقول : خرج الجيش لوجه كذا ، وهذا أظهر ما فيه مع احتمال غيره و " إقامة الصلاة " هي الإتيان بها على كمالها ، و { الصلاة } هنا هي المفروضة وقوله : { وأنفقوا } يريد به مواساة المحتاج ، و " السر " هو فيما أنفق تطوعاً ، و " العلانية " فيما أنفق من الزكاة المفروضة ، لأن التطوع كله الأفضل فيه التكتم . وقوله : { ويدرؤون بالحسنة السيئة } أي ويدفعون من رأوا منه مكروهاً بالتي هي أحسن ، وقيل : يدفعون بقوله : لا إله إلا الله ، شركهم وقيل : يدفعون بالسلام غوائل الناس . قال القاضي أبو محمد : وبالجملة فإنهم لا يكافئون الشر بالشر ، وهذا بخلاف خلق الجاهلية ، وروي أن هذه الآية نزلت في الأنصار ثم هي عامة بعد ذلك في كل من اتصف بهذه الصفات . وقوله : { عقبى الدار } يحتمل أن يكون { عقبى } دار الدنيا ، ثم فسر العقبى بقوله : { جنات عدن } إذ العقبى تعم حالة الخير وحالة الشر ، ويحتمل أن يريد { عقبى } دار الآخرة لدار الدنيا ، أي العقبى الحسنة في الدار الآخرة هي لهم . وقرأ الجمهور : " جنات عدن " وقرأ النخعي : " جنة عدن يُدخَلونها " بضم الياء وفتح الخاء . و { جنات } بدل من { عقبى } وتفسير لها . و { عدن } هي مدينة الجنة ووسطها ، ومنها جنات الإقامة . من عدن في المكان إذا أقام فيه طويلاً ومنه المعادن ، و { جنات عدن } يقال : هي مسكن الأنبياء والشهداء والعلماء فقط - قاله عبد الله بن عمرو بن العاصي - ويروى : أن لها خمسة آلاف باب . وقوله : { ومن صلح } أي من عمل صالحاً وآمن - قاله مجاهد وغيره - ويحتمل : أي من صلح لذلك بقدر الله تعالى وسابق علمه . وحكى الطبري في صفة دخول الملائكة أحاديث لم نطول بها لضعف أسانيدها . والمعنى : يقولون : سلام عليكم ، فحذف - يقولون - تخفيفاً وإيجازاً ، لدلالة ظاهر الكلام عليه ، والمعنى : هذا بما صبرتم ، والقول في { عقبى الدار } على ما تقدم من المعنيين . وقرأ الجمهور " فنِعْم " بكسر النون وسكون العين ، وقرأ يحيى بن وثاب " فنَعِم " بفتح النون وكسر العين . وقالت فرقة : معنى { عقبى الدار } أي أن أعقبوا الجنة من جهنم . قال القاضي أبو محمد : وهذا التأويل مبني على حديث ورد ، وهو : أن كل رجل في الجنة فقد كان له مقعد معروف في النار ، فصرفه الله عنه إلى النعيم ، فيعرض عليه ويقال له : هذا كان مقعدك فبدلك الله منه الجنة بإيمانك وطاعتك وصبرك .