Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 38-41)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مقصد إبراهيم عليه السلام بقوله : { ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن } التنبيه على اختصاره في الدعاء ، وتفويضه إلى ما علم الله من رغائبه وحرصه على هداية بنيه والرفق بهم وغير ذلك ، ثم انصرف إلى الثناء على الله تعالى بأنه علام الغيوب ، وإلى حمده على هباته ، وهذه من الآيات المعلمة أن علم الله تعالى بالأشياء هو على التفصيل التام . وروي في قوله : { على الكبر } أنه لما ولد له إسماعيل وهو ابن مائة وسبعة عشر عاماً ، وروي أقل من هذا ، و { إسماعيل } أسنّ من { إسحاق } ، فيما روي ، وبحسب ترتيب هذه الآية - وروي عن سعيد بن جبير أنه قال : بشر إبراهيم وهو ابن مائة وسبعة عشر عاماً . وقوله : { رب اجعلني مقيم الصلاة } ، دعا إبراهيم عليه السلام في أمر كان مثابراً عليه متمسكاً به ، ومتى دعا الإنسان في مثل هذا فإنما القصد إدامة الأمر واستمراره . وقرأ طلحة والأعمش " دعاء ربنا " بغير ياء . وقرأ أبو عمرو وابن كثير " دعائي " بياء ساكنة في الوصل ، وأثبتها بعضهم دون الوقف في الوصل . وقرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي بغير ياء في وصل ولا وقف . وروى ورش عن نافع : إثبات الياء في الوصل ، وقرأت فرقة " ولوالديّ " واختلف في تأويل ذلك ، وقالت فرقة : كان هذا من إبراهيم قبل يأسه من إيمان أبيه وتبينه أنه عدو لله ، فأراد أباه وأمه ، لأنها كانت مؤمنة ، وقيل : أراد آدم ونوحاً عليهما السلام . وقرأ سعيد بن جبير " ولوالدي " بإفراد الأب وحده ، وهذا يدخله ما تقدم من التأويلات ، وقرأ الزهري وإبراهيم النخعي " ولولديّ " على أنه دعاء لإسماعيل وإسحاق ، وأنكرها عاصم الجحدري ، وقال إن في مصحف أبيّ بن كعب " ولأبوي " ، وقرأ يحيى بن يعمر " ولوُلْدي " بضم الواو وسكون اللام ، والولد لغة في الولد ، ومنه قول الشاعر - أنشده أبو علي وغيره : [ الطويل ] @ فليت زياداً كان في بطن أمِّه وليت زياداً كان وُلْدَ حمار @@ ويحتمل أن يكون الولد جمع ولد كأسد في جمع أسد . وقوله : { يوم يقوم الحساب } معناه يوم يقوم الناس للحساب ، فأسند القيام للحساب إيجازاً ، إذ المعنى مفهوم . قال القاضي أبو محمد : ويتوجه أن يريد قيام الحساب نفسه ، ويكون القيام بمعنى ظهوره وتلبس العباد بين يدي الله به ، كما تقول : قامت السوق وقامت الصلاة ، وقامت الحرب على ساق .