Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 112-115)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر " قال كم لبثتم " و " قل إن لبثتم " ، وقرأ حمزة والكسائي فيهما " قل لكم لبثتم " و " قل إن لبثتم " ، وروى البزي عن ابن كثير " قل كم " على الأمر " قال إن " على الخبر ، وأدغم أبو عمرو وحمزة والكسائي التاء ، والباقون لا يدغمون . فمعنى الأول إخبار عن الله بوقفهم بالسؤال عن المدة ثم يعلمهم آخراً بلبثهم قليلاً ، ومعنى الثانية الأمر لواحد منهم مشار إليه بمعنى يقال لأحدهم قل كذا فإذا غير القويم قيل له " قل إن لبثتم " ، ومعنى رواية البزي التوقيف ثم الإخبار وفي المصاحف قال فيهما إلا في مصحف الكوفة فإن فيه " قل " بغير الألف ، وقوله { في الأرض } قال الطبري معناه في الدنيا أحياء وعن هذا وقع السؤال ونسوا لفرط هول العذاب حتى قالوا { يوماً أو بعض يوم } . قال الفقيه الإمام القاضي : والغرض من هذا توقيفهم على أن أعمارهم قصيرة أداهم الكفر فيها إلى عذاب طويل ، وقال جمهور المتأولين معناه في جوف التراب أمواتاً . قال الفقيه الإمام القاضي : وهذا هو الأصوب من حيث أنكروا البعث ، وكان قوله إنهم لا يقومون من التراب قيل لهم لما قاموا { كم لبثتم } ؟ وقوله آخراً { وأنكم إلينا لا ترجعون } يقتضي ما قلناه ، و { عدد } نصب بـ { كم } على التمييز ، وقرأ الأعمش " عدداً سنين " بتنوين " عدداً " وقال مجاهد أرادوا بـ { العادين } الملائكة ، وقال قتادة أرادوا أهل الحساب . قال الفقيه الإمام القاضي : وظاهر اللفظ أنهم أرادوا سل من يتصف بهذه الصفة ، ولم يعينوا ملائكة ولا غيرها لأن النائم والميت لا يعد الحركة فيقدر له الزمن ، وقوله { إن لبثتم إلا قليلاً } مقصده على القول بأن اللبث في الدنيا ، أي قليل القدر في جنب ما تعذبون ، وعلى القول بأن اللبث في القبور معناه أنه قليل إذ كل آت قريب ولكنكم كذبتم به إذ كنتم لا تعلمون إذ لم ترغبوا في العلم والهدى ، و { عبثاً } معناه باطلاً لغير غاية مرادة ، وقرأ الجمهور " تُرجعون " بضم التاء وفتح الجيم ، وقرأ حمزة والكسائي " تَرجِعون " بفتح التاء وكسر الجيم والمعنى فيهما بين .