Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 23, Ayat: 116-118)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المعنى { فتعالى الله } عن مقالتهم في جهته من الصاحبة والولد ومن حسابهم أنهم لا يرجعون ، أي تنزه الله عن تلك الأمور وتعالى عنها ، وقرأ ابن محيصن " الكريمُ " برفع صفة للرب ، ثم توعد جلت قدرته عبدة الأصنام بقوله : { ومن يدع مع الله } الآية والوعيد قوله { فإنما حسابه عند ربه } والبرهان الحجة وظاهر الكلام أن { من } شرط وجوابه في قوله : { فإنما حسابه عند ربه } وقوله : { لا برهان له به } في موضع الصفة وذهب قوم إلى أن الجواب في قوله { لا برهان } وهذا هروب من دليل الخطاب من أن يكون ثم داع له البرهان . قال الفقيه الإمام القاضي : وهذا تحفظ مما لا يلزم ويلحقه حذف الفاء من جواب الشرط وهو غير فصيح قاله سيبويه ، وفي حرف عبد الله " عند ربك " وفي حرف أبي عند الله وروي أن فيه " على الله " ، ثم حتم وأكد أن الكافر لا يبلغ أمنيته ولا ينجح سعيه ، وقرا الجمهور " إنه " بكسر الألف ، وقرأ الحسن وقتادة " أنه " بفتحها ، والمعنى أنه إذ لا يذكر و { لا يفلح } يؤخر حسابه وعذابه حتى يلقى ربه . وقرأ الحسن " يَفلَح " بفتح الياء واللام ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء في المغفرة والرحمة والذكر له تعالى بأنه { خير الراحمين } لأن كل راحم فمتصرف على إرادة الله وتوفيقه وتقديره لمقدار هذه الرحمة ، ورحمته تعالى لا مشاركة لأحد فيها ، وأيضاً فرحمة كل راحم في أشياء وبأشياء حقيرات بالإضافة إلى المعاني التي تقع فيها رحمة الله تعالى من الاستنقاذ من النار ، وهيئة نعيم الجنة وعلى ما في الحديث فرحمة كل راحم بمجموعها كلها جزء من مائة رحمة الله جلت قدرته : إذ بث في العالم واحدة وأمسك عنده تسعة وتسعين ، وقرأ ابن محيصن " ربُّ اغفر " بضم الباء .