Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 35-39)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { أيعدكم } استفهام بمعنى التوقيف على جهة الاستبعاد وبمعنى الهزء بهذا الوعد . و { أنكم } الثانية بدل من الأولى عند سيبويه وفيه معنى تأكيد الأولى وكررت لطول الكلام ، وكأن المبرد أبى عبارة البدل لكونه من غير مستقل اذا لم يذكر خبر " أن " الأولى والخبر عند سيبويه محذوف تقديره أنكم تبعثون إذا متم ، وهذا المقدر هو العامل في { إذا } وفي قراءة عبدالله بن مسعود " أيعدكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون " بحذف { أنكم } الأولى ، ويعنون بالإخراج النشور من القبور ، وقوله { هيهات هيهات } استبعاد ، وهذه كلمة لها معنى الفعل ، التقدير بعد كذا ، فطوراً تلي الفاعل دون لام تقول هيهات مجيء زيد أَي بعد ذلك ، ومنه قول جرير : [ الطويل ] @ فأيهات أيهات العقيق ومن به وأيهات خل بالعقيق نواصله @@ وأحياناً يكون الفاعل محذوفاً وذلك عند اللام كهذه الآية ، التقدير بعد الوجود لما توعدون ، ومن حيث كانت هذه اللفظة بمعنى الفعل أشبهت الحروف مثل صه وغيرها ، فلذلك بنيت على الفتح ، وهذه قراءة الجماعة بفتح التاء وهي مفرد سمي به الفعل في الخبر ، أي بعد ، كما أَن شتان اسم افترق وعرف تسمية الفعل أَن يكون في الأمر كصه وحسن ، وقرأ أبو جعفرٍ " هيهاتِ هيهاتِ " بكسر التاء غير منونة ، وقرأها عيسى بن عمر وأَبو حيوة بخلاف عنه " هيهاتٍ هيهاتٍ " بتاء مكسورة منونة وهي على هاتين القراءتين عند سيبويه جمع " هيهات " وكان حقها أَن تكون " هيهاتي " إلا أن ضعفها لم يقتض إظهار الياء فقال سيبويه رحمه الله هي مثل بيضات أَراد في أَنها جمع فظن بعض النحاة أَنه أَراد في اتفاق المفرد فقال واحد " هيهات " هيهة وليس كما قال ، وتنوين عيسى على إرادة التنكير وترك التعريف ، وقرأ عيسى الهمداني " هيهاتْ " بتاء ساكنة وهي على هذا الجماعة لا مفرد ، وقرأها كذلك الأعرج ، ورويت عن أَبي عمرو وقرأ أبو حيوة " هيهاتٌ " بتاء مرفوعة منونة وهذا على أَنه اسم معرب مستقل وخبره { توعدون } أي البعد لوعدكم ، كما تقول النجح لسعيكم ، وروي عن أَبي حيوة " هيهاتُ " بالرفع دون تنوين ، وقرأ خالد بن إلياس " هيهاتاً هيهاتاً " بالنصب والتنوين والوقف على " هيهات " من حيث هي مبنية بالهاء ، ومن قرأ بكسر التاء وقف بالتاء ، وفي اللفظة لغات " هيها وهيهات وهيهان وأيهات وهيهات وهيهاتاً وهيهاء " قال رؤبة ، " هيهاه " من منخرق " هيهاوه " ، وقرأ ابن أَبي عبلة " هيهات هيهات ما توعدون " بغير لام ، وقولهم { إن هي إلا حياتنا الدنيا } أرادوا أنه لا وجود لنا غير هذا الوجود ، وإنما تموت منا طائفة فتذهب وتجيء طائفة جديدة ، وهذا كفر الدهرية ، و { بمؤمنين } معناه بمصدقين ، ثم دعا عليهم نبيهم وطلب عقوبتهم على تكذيبهم .