Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 27-31)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { ويوم } ظرف العامل فيه فعل مضمر ، وعض اليدين هو فعل النادم الملهوف المتفجّع ، وقال ابن عباس وجماعة من المفسرين { الظالم } في هذه الآية عقبة بن أبي معيط ذلك أنه كان أسلم أو جنح إلى الإسلام وكان أبي بن خلف الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد { خليلاً } لعقبة فنهاه عن الإسلام فقبل نهيه فنزلت الآية فيهما فـ { الظالم } عقبة . و " فلان " أبي وفي بعض الروايات عن ابن عباس أن { الظالم } أبي فإنه كان يحضر النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه عقبة فأطاعه . قال الفقيه الإمام القاضي : ومن أدخل في هذه الآية أمية بن خلف فقد وهم إلا على قول من يرى { الظالم } اسم جنس ، وقال مجاهد وأبو رجاء الظالم اسم جنس و " فلان " الشيطان . قال الفقيه الإمام القاضي : ويظهر أن { الظالم } عام وأن مقصد الآية تعظيم يوم القيامة وذكر هوله بأنه يوم تندم فيه الظلمة وتتمنى أن لو لم تطع في دنياها خلانها الذي أمروهم بالظلم ، فلما كان خليل كل ظالم غير خليل الآخر وكان كل ظالم يسمي رجلاً خاصاً به عبر عن ذلك بـ " فلان " الذي فيه الشياع التام ومعناه واحد من الناس ، وليس من ظالم إلا وله في دنياه خليل يعينه ويحرضه ، هذا في الأغلب ويشبه أن سبب الآية وترتب هذا المعنى كان عقبة وأبياً ، وقوله { مع الرسول } يقوي ذلك بأن يجعل تعريف { الرسول } للعهد والإشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى التأويل الأول التعريف بالجنس ، وكلهم قرأ " يا ليتني " ساكنة الياء غير أبي عمرو فإنه حرك الياء في " ليتني اتخذت " ورواها أبو خليد عن نافع مثل أبي عمرو ، و " السبيل " المتمناة هي طريق الآخرة ، وفي هذه الآية لكل ذي نهية تنبيه على تجنب قرين السوء ، والأحاديث والحكم في هذا الباب كثيرة مشهورة ، وقوله { يا ويلتى } التاء فيه عوض من الياء في يا ويلي والألف هي التي في قولهم يا غلاماً وهي لغة ، وقرأت فرقة بإمالة { يا ويلتى } قال أبو علي وترك الإمالة أحسن لأن أصل هذه اللفظة الياء { يا ويلتى } فبدلت الكسرة فتحة والياء ألفاً فراراً من الياء ، فمن أمال رجع إلى الذي فر منه أولاً ، و { الذكر } ، هو ما ذكر به الإنسان أمر آخرته من قرآن أو موعظة ونحوه ، وقوله : { وكان الشيطان للإنسان خذولاً } يحتمل أن يكون من قول { الظالم } ويحتمل أن يكون ابتداء إخبار من الله تعالىعلى جهة الدلالة على وجه ضلالتهم والتحذير من الشيطان الذي بلغهم ذلك المبلغ ، وقوله تعالى : { وقال الرسول } ، حكاية عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الدنيا وتشكيه ما يلقى من قومه ، هذا قول الجمهور ، وهو الظاهر ، وقالت فرقة هو حكاية عن قوله ذلك في الآخرة ، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو " قومي " بتحريك الياء والباقون بسكونها ، و { مهجوراً } يحتمل أن يريد مبعداً مقصياً من الهَجر بفتح الهاء وهذا قول ابن زيد ، ويحتمل أن يريد مقولاً فيه الهُجر بضم الهاء إشارة إلى قولهم شعر وكهانة وسحر وهذا قول مجاهد وإبراهيم النخعي . قال القاضي أبو محمد : وقول ابن زيد منبه للمؤمنين على ملازمة المصحف وأن لا يكون الغبار يعلوه في البيوت ويشتغل بغيره ، وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " من علق مصحفاً ولم يتعاهده جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول هذا اتخذني { مهجوراً } إفصل يا رب بيني وبينه " ، ثم سلاه عن فعل قومه بأن أعلمه أن غيره من الرسل كذلك امتحن بأعداء في زمنه ، أي فاصبر كما صبروا و { عدواً } يراد به الجمع ، تقول هؤلاء عدو لي فتصف به الجمع والواحد والمؤنث ثم وعده تعلق بقوله : { وكفى بربك هادياً ونصيراً } والباء في { بربك } للتأكيد على الأمر إذ المعنى اكتف بربك .