Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 36-38)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نصب { شعيباً } بفعل مضمر يحسن مع إلى تقديره بعثنا أو أرسلنا ، فأمر شعيب بعبادة الله تعالى والإيمان بالبعث واليوم الآخر ومع الإيمان به يصح رجاؤه ، وذهب أبو عبيدة إلى أن المعنى وخافوا ، و { تعثوا } ، معناه تفسدون ، يقال عثا يعثوا وعث يعث وعاث يعيث وعثى يعثي إذا فسد ، وأهل { مدين } قوم شعيب هذا على أنها اسم البلدة ، وقيل { مدين } اسم القبيلة وأصحاب الأيكة وغيرهم ، وقيل هم بعضهم ومنهم وذلك أن معصيتهم في أمر الموازين والمكاييل كانت واحدة . و { الرجفة } ميد الأرض بهم وزلزلتها عليهم وتداعيها بهم وذلك نحو من الخسف ، ومنه الإرجاف بالاخبار ، و " الجثوم " في هذا الموضع تشبيه ، أي كان همودهم على الأرض كالجثوم الذي هو للطائر والحيوان ، ومنه قول لبيد : [ الكامل ] @ فغدوت في غلس الظلام وطيره غلب على خضل العضاة جثوم @@ وقوله { وعاداً } منصوب بفعل مضمر تقديره واذكر عاداً ، وقيل هو معطوف على الضمير في قوله { فأخذتهم } ، وقال الكسائي هو معطوف على قوله { ولقد فتنا الذين من قبلهم } [ العنكبوت : 3 ] ، وقرأ ، " وثموداً " عاصم وأبو عمرو وابن وثاب ، وقرأ " وثمود " بغير تنوين أبو جعفر وشيبة الحسن ، وقرأ ابن وثاب " وعادٍ وثمودٍ " بالخفض والتنوين ، ثم دل عز وجل على ما يعطي العبرة في بقايا { مساكنهم } ورسوم منازلهم ودثور آثارهم ، وقرأ الأعمش " تبين لكم مَساكنهم " دون " من " ، وقوله تعالى : { وزين لهم } عطف جملة من الكلام على جملة ، و { السبيل } ، هي طريق الإيمان بالله ورسله ، ومنهج النجاة من النار ، وقوله ، { مستبصرين } ، قال ابن عباس ومجاهد والضحاك معناه لهم بصيرة في كفرهم ، وإعجاب به وإصرار عليه فذمهم بذلك ، وقيل لهم بصيرة في أن الرسالة والآيات حق لكنهم كانوا مع ذلك يكفرون عناداً ويردهم الضلال إلى مجاهله ومتالفه ، فيجري هذا مجرى قوله تعالى في غيرهم { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم } [ النمل : 14 ] ، وتزيين الشيطان هو بالوسواس ومناجاة ضمائر الناس ، وتزيين الله تعالى الشيء هو بالاختراع وخلق محبته والتلبس به في نفس العبد .