Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 64-67)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وصف الله تعالى { الدنيا } في هذه الآية بأنها { لهو ولعب } أي ما كان منها لغير وجه الله تعالى ، فأما ما كان لله فهو من الآخرة ، وأما أمور الدنيا التي هي زائدة على الضروري الذي به قوام العيش والقوة على الطاعات فإنما هو { لهو ولعب } ، وتأمل ذلك في المطاعم والملابس والأقوال والمكتسبات وغير ذلك ، وانظر أن حالة الغني والفقير في الأمور الضرورية واحدة كالتنفس في الهواء وسد الجوع وستر العورة وتوقي الحر والبرد وهذه عظم أمر العيش ، و { الحيوان } و { الحياة } بمعنى واحد ، وهو عند الخليل وسيبويه مصدر كالهيمان ونحوه ، والمعنى لا موت فيها قاله مجاهد وهو حسن ، ويقال أصله حييان فبدلت إحداهما واواً لاجتماع المثلين ، ثم وقفهم تعالى على حالهم في البحر عند الخوف العظيم ، فإن كل بشر ينسى كل صنم وغيره ويتمسك بالدعاء والرغبة إلى الله تعالى ، وقوله { إذا هم يشركون } أي يرجعون إلى ذكر أصنامهم ، وتعظيمها ، وقوله { ليكفروا } نصب بلام كي ، وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم " ولِيتمتعوا " بكسر اللام ، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي " ولْيتمتعوا " بسكون اللام على صيغة الأمر التي هي للوعيد والتهديد ، والواو على هذا عاطفة جملة كلام ، لا عاطفة فعل على فعل وفي مصحف أبي بن كعب " فتمتعوا فسوف تعلمون " ، وفي قراءة ابن مسعود " لسوف تعلمون " باللام ، ثم عدد تعالى على كفار قريش نعمته عليهم في الحرم في أنه جعله لهم آمناً لا خوف فيه من أحوال العرب وغارتهم وسوء أفعالهم من القتل وأخذ الأموال ونحوه ، وذلك هو " التخطف " الذي كان الناس بسبيله ، ثم قررهم على جهة التوبيخ على إيمانهم بالباطل وكفرهم بالله وبنعمته ، وقرأ جمهور القراء " يؤمنون " بالياء من تحت وكذلك " يكفرون " ، وقرأهما بالتاء من فوق الحسن وأبو عبد الرحمن .