Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 14-18)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يتفرقون } معناه في المنازل والأحكام والجزاء ، قال قتادة : فرقة والله لا اجتماع بعدها و { يحبرون } معناه ينعمون ، قاله مجاهد ، والحبرة والحبور السرور والتنعم ، وقال يحيى بن أبي كثير : { يحبرون } معناه يسمعون الأغاني ، وهذا نوع من الحبرة ، وقال ابن عباس { يحبرون } يكرمون وفي المثل امتلأت بيوتهم حبرة فهم ينظرون العبرة ومنه بيت أبي ذؤيب : [ الطويل ] @ فراق كقيص السن فالصبر انه لكل أناس عبرة وحبور @@ هذا على هذه الرواية ، ويروى عثرة وحبور ، وهي أكثر وذكر تعالى " الروضة " لأنها من أحسن ما يعلم من بقاع الأرض ، وهي حيث اكتمل النبت الأخضر وجن وما كان منها في المرتفع من الأرض كان أحسن ، ومنه قول الأعشى : [ البسيط ] @ وما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسل هطل @@ ومنه قول كثير : [ الطويل ] @ فما روضة طيبة الثرى تمج النداء جثجاثها وعرارها @@ قال الأصمعي : ولا يقال " روضة " حتى بكون فيها ماء يشرب منه ، و { محضرون } معناه مجموعون له لا يغيب أحد عنه ، وقوله تعالى : { فسبحان الله } خطاب للمؤمنين بالأمر بالعبادة والحض على الصلاة في هذه الأوقات ، كأنه يقول إذ هذه الفرق هكذا من النعمة والعذاب فجدوا أيها المؤمنون في طريق الفوز برحمة الله ، وقال ابن عباس وقتادة وبعض الفقهاء : في هذه الآية على أربع صلوات : المغرب والصبح والعصر والظهر ، قالوا والعشاء هي الآخرة في آية أخرى في { زلفاً من الليل } [ هود : 114 ] وفي ذكر أوقات العورة ، وقال ابن عباس أيضاً وفرقة من الفقهاء : في هذه الآية تنبيه على الصلوات الخمس لأن قوله تعالى { حين تمسون } يتضمن الصلاتين ، وقوله { وله الحمد في السماوات والأرض } اعتراض بين الكلامين من نوع تعظيم الله تعالى والحض على عبادته ، وقرأ عكرمة " حيناً تمسون وحيناً تصبحون " والمعنى حين تمسون فيه .