Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 20-21)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه آية تنبيه على الصنعة الدالة على الصانع ، وذلك أن تسخير هذه الأمور العظام كالشمس والقمر والنجوم والسحاب والرياح والحيوان والنبات إنما هو بمسخر ومالك ، وقرأ يحيى بن عمارة وابن عباس " وأصبغ " بالصاد على بدلها من السين لأن حروف الاستعلاء تجتذب السين من سفلها إلى علوها فتردها صاداً ، والجمهور قراءتهم بالسين ، وقرأ نافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم والحسن والأعرج وأبو جعفر وابن نصاح وغيرهم " نعمَه " جمع نعمة كسدرة وسدر بفتح الدال ، و " الظاهرة " هي الصحة وحسن الخلقة والمال وغير ذلك ، و " الباطنة " المعتقدات من الإيمان ونحوه والعقل . قال ابن عباس " الظاهرة " الإسلام وحسن الخلقة ، و " الباطنة " ما يستر من سيىء العمل ، وفي الحديث قيل يا رسول الله قد عرفنا الظاهرة فما الباطنة ؟ قال : ستر ما لو رآك الناس عليه لقتلوك . قال الفقيه الإمام القاضي : ومن " الباطنة " التنفس والهضم والتغذي وما لا يحصى كثرة ، ومن " الظاهرة " عمل الجوارح بالطاعة . قال المحاسبي رحمه الله " الظاهرة " تعم الدنيا و " الباطنة " تعم العقبى ، وقرأ جمهور الناس " نعمة " على الإفراد ، فقال مجاهد المراد لا إله إلا الله ، وقال ابن عباس أراد الإسلام ، والظاهر عندي أنه اسم جنس كقوله تعالى : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } [ إبراهيم : 34 ، النحل : 18 ] ، ثم عارض بالكفرة منها على فساد حالهم وهم المشار إليهم بقوله تعالى : { ومن الناس } ، وقال النقاش : الإشارة إلى النضر بن الحارث ونظرائه لأنهم كانوا ينكرون الله ويشركون الأصنام في الألوهية ، فذلك جدالهم ، و { بغير علم } أي لم يعلمهم من يقبل قوله ولا عندهم هدى قلب ولا نور بصيرة يقيمون بها حجة ولا يتبعون بذلك كتاباً بأمر الله يقر بأنه وحي ، بل ذلك دعوى منهم وتخرص ، وإذا دعوا إلى اتباع وحي الله رجعوا إلى التقليد المحض بغير حجة فسلكوا طريق الآباء ، ثم وقف الله تعالى وهم المراد بالتوفيق على اتباعهم دين آبائهم أيكون وهم بحال من يصير { إلى عذاب السعير } فكان القائل منهم يقول هم يتبعون دين آبائهم ولو كان مصيرهم إلى السعير فدخلت ألف التوقيف على حرف العطف كما كان اتساق الكلام فتأمله .