Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 22-26)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما ذكر تعالى حال الكفرة أعقب ذلك بذكر حال المؤمنين ليبين الفرق وتتحرك النفوس إلى طلب الأفضل ، وقرأت عامة القراء " يسْلم " بسكون السين وتخفيف اللام . وقرأ عبد الله بن مسلم وأبو عبد الرحمن " يسَلّم " بفتح السين وشد اللام ومعناه يخلص ويوجه ويستسلم به ، و " الوجه " هنا الجارحة استعير للمقصود لأن القاصد للشيء فهو مستقبله بوجهه فاستعير ذلك للمقاص ، و " المحسن " الذي جمع القول والعمل ، وهو الذي شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عن الإحسان ، و { العروة الوثقى } استعارة للأمر المنجي الذي لا يخاف عليه استحالة ولا إخلال والعرى موضع التعليق فكأن المؤمن متعلق بأمر الله فشبه ذلك { بالعروة } ، و { الأمور } جمع أمر وليس بالمضاد للنهي ، ثم سلى عز وجل نبيه عن موجدته لكفر قومه وإعراضهم فأمره أن لا يحزن لذلك بل يعمد لما كلفه من التبليغ ويرجع الكل إلى الله تعالى ، وقرأت فرقة " يُحزنك " من الرباعي ، وقرأت فرقة " يَحزنك " من الثلاثي ، و " ذات الصدور " ما فيها والقصد من ذلك إلى المعتقدات والآراء ، ومن ذلك قولهم " الذئب مغبوط بذي بطنه " ، ومنه قول أبي بكر رضي الله عنه " ذو بطن بنت خارجة " ، والمتاع القليل هو العمر في الدنيا ، و " العذاب الغليظ " معناه المغلظ المؤلم ، ثم أقام عليهم الحجة في أمر الأصنام بأنهم يقرون بأن الله تعالى خالق المخلوقات ويدعون مع ذلك إلهاً غيره ، والمعنى { قل الحمد لله } على ظهور الحجة عليكم ، وقوله تعالى : { بل أكثرهم } إضراب عن مقدر تقديره ليس دعواهم بحق ونحو هذا ، وقوله { أكثرهم } على أصله لأن منهم من شذ فعلهم كزيد بن عمرو بن نفيل ، وقس ، وورقة بن نوفل ، ويحتمل أن تكون الإشارة أيضاً إلى من هو معد أن يسلم ، ثم أخبر على جهة الحكم وفصل القضية بأن الله له ملك السماوات والأرض وما فيها ، أي وأقوال هؤلاء لا معنى لها ولا حقيقة و { الغني } الذي لا حاجة به في وجوده وكماله إلى شيء ولا نقص بجهة من الجهات ، و { الحميد } المحمود أي كذلك هو بذاته وصفاته .