Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 19-26)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا استئناف إخبار جره ما قبله ، فأخبر تعالى أن بعثهم من قبورهم إنما هو { زجرة واحدة } ، وهي نفخة البعث في الصور ، وقوله { ينظرون } ، يحتمل أن يريد بالأبصار أي ينظرون ما هم فيه وصدق ما كانوا يكذبون به ، ويحتمل أن يكون بمعنى ينتظرون ، أي ما يفعل بهم ويؤمرون به ، ثم أخبر عنهم أنهم في تلك الحال يقولون { يا ويلنا } ينادون الويل بمعنى هذا وقت حضورك وأوان حلولك ، وروى أبو حاتم الوقف ها هنا وجعل قوله { هذا يوم الدين } من قول الله تعالى لهم أو الملائكة ، ورأى غيره أن قوله تعالى : { هذا يوم الدين } هو من قول الكفرة الذين قالوا { يا ويلنا } ، و { الدين } الجزاء والمقارضة كما يقولون كما تدين تدان ، وأجمعوا أن قوله { هذا يوم الفصل } إلى آخر الآية ليس من قول الكفرة وإنما المعنى يقال لهم ، وقوله تعالى : { وأزواجهم } معناه وأنواعهم وضرباؤهم ، قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابن عباس وقتادة ومنه قوله تعالى : { وكنتم أزواجاً ثلاثة } [ الواقعة : 7 ] ، وقوله تعالى : { وإذا النفوس زوجت } [ التكوير : 7 ] أي نوعت ، وروي أنه يضم عند هذا الأمر كل شكل وصاحبه من الكفرة إلى شكله وصاحبه ومعهم { ما كانوا يعبدون من دون الله } من آدمي رضي بذلك ومن صنم ووثن توبيخاً لهم وإظهاراً لسوء حالهم ، وقال الحسن : المعنى وأزواجهم المشركات من النساء وروي ذلك عن ابن عباس ورجحه الرماني ، وقوله تعالى { فاهدوهم } . معناه قوموهم واجعلوهم على طريق الجحيم ، و { الجحيم } طبقة من طبقات جهنم يقال إنها الرابعة ، ثم يأمر تعالى بوقفهم ، و " وقف " يتعدى بنفسه تقول وقفت ووقفت زيداً ، وأمره بذلك على جهة التوبيخ لهم والسؤال واختلف الناس في الشيء الذي يسألون عنه فروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : يسألون هل يحبون شرب الماء البارد ، وهذا على طريق الهزء بهم ، وقال ابن عباس : يُسألون عن لا إله إلا الله ، وقال جمهور المفسرين : يُسألون عن أعمالهم ويوقفون على قبحها . قال القاضي أبو محمد : وهذا قول متجه عام في الهزء وغيره وروى أنس بن مالك عن النبي عليه السلام أنه قال " أيما رجل دعا رجلاً إلى شيء كان لازماً له " ، وقرأ { وقفوهم إنهم مسؤولون } ، وروى ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا تزول قدماً عبد من بين يدي الله تعالى حتى يسأله عن خمس ، عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله فيما أنفقه ، وكيف كسبه ، وعما عمل فيما علم " ، ويحتمل عندي أن يكون المعنى على نحو ما فسره بقوله { ما لكم لا تناصرون } أي أنكم مسؤولون عن امتناعهم عن التناصر ، وهذا على جهة التوبيخ في هذا الفصل خاصة أعني الامتناع من التناصر ، وقرأ " تناصرون " بتاء واحدة خفيفة ، شيبة ونافع ، وقرأ خلق " لا تتناصرون " ، وكذلك في حرف عبد الله ، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع " لا تناصرون " بإدغام التاء من قراءة عبد الله بن مسعود وقال الثعلبي قوله : { ما لكم لا تناصرون } جواب أبي جهل حين قال في بدر نحن جميع منتصر ، ثم أخبر تعالى عن أنهم في ذلك اليوم في حالة الاستسلام والإلقاء باليد .