Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 71-79)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مثل تعالى لقريش في هذه الآية بالأمم التي ضلت قديماً وجاءها الإنذار وأهلكها الله بعذابه ، وقوله تعالى : { فانظر كيف كان عاقبة المنذرين } ، يقتضي الإخبار بأنه عذبهم ، ولذلك حسن الاستثناء في قوله { إلا عباد الله } ، ونداء نوح عليه السلام قد تضمن أشياء منها الدعاء على قومه ، ومنها سؤال النجاة ومنها طلب النصرة ، وفي جميع ذلك وقعت الإجابة ، وقوله تعالى : { فلنعم المجيبون } يقتضي الخبر بأن الإجابة كانت على أكمل ما أراد نوح عليه السلام ، و { الكرب العظيم } قال السدي : هو الغرق . قال القاضي أبو محمد : ومن { الكرب } تكذيب الكفرة وركوب الماء وهوله قال الرماني : { الكرب } : الحر الثقيل على القلب ، وقوله تعالى : { وجعلنا ذريته هم الباقين } قال ابن عباس وقتادة : أهل الأرض كلهم من ذرية نوح ، قال الطبري : والعرب من أولاد سام ، والسودان من أولاد حام ، والترك والصقلب وغيرهم من أولاد يافث ، وروي عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ { وجعلنا ذريته هم الباقين } فقال : " سام وحام ويافث " ، وقالت فرقة : إن الله تعالى أبقى ذرية نوح ومد نسله وبارك في ضئضئه وليس الأمر بأن أهل الأرض انحصروا إلى نسله بل في الأمم من لا يرجع إليه ، والأول أشهر عند علماء الأمة وقالوا { نوح } هو آدم الأصغر ، وقوله { وتركنا عليه في الآخرين } معناه ثناء حسناً جميلاً آخر الدهر ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي ، وقوله { سلام } عل هذا التأويل رفع بالابتداء مستأنف سلم الله به عليه ليقتدي بذلك البشر ، قال الطبري : هذه أمانة منه لنوح في العالمين أن يذكره أحد بسوء . قال القاضي أبو محمد : هذا جزاء ما صبر طويلاً على أقوال الكفرة الفجرة ، وقال الفراء وغيره من الكوفيين : قوله { سلام على نوح في العالمين } جملة في موضع نصب بـ { تركنا } وهذا هو المتروك عليه ، فكأنه قال وتركنا على نوح تسليماً يسلم به عليه إلى يوم القيامة ، وفي قراءة عبد الله " سلاماً على نوح " على النصب بـ { تركنا } صلى الله على نوح وعلى أهله وسلم تسليماً وشرف وكرم على جميع أنبيائه و { في الآخرين } معناه في الباقين غابر الدهر ، والقراءة بكسر الخاء وما كان من إهلاك فهو بفتحها .