Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 45-54)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرأ ابن كثير : " واذكر عبدنا " على الإفراد ، وهي قراءة ابن عباس وأهل مكة . وقرأ الباقون : " واذكر عبادنا " على الجمع ، فأما على هذه القراءة فدخل الثلاثة في الذكر وفي العبودية ، وأما على قراءة من قرأ " عبدنا " ، فقال مكي وغيره : دخلوا في الذكر ولم يدخلوا في العبودية إلا من غير هذه الآية وفي هذا نظر . وتأول قوم من المتأولين من هذه الآية أن الذبيح { إسحاق } من حيث ذكره الله بعقب ذكر أيوب أنبياء امتحنهم بمحن كما امتحن أيوب ، ولم يذكر إسماعيل لأنه ممن لم يمتحن ، وهذا ضعيف كله وقرأ الجمهور : " أولي الأيدي " . وقرأ الحسن والثقفي والأعمش وابن مسعود : " أولي الأيد " ، بحذف الياء ، فأما أولو فهو جمع ذو ، وأما القراءة الأولى فـ " الأيدي " فيها عبارة عن القوة في طاعة الله ، قاله ابن عباس ومجاهد ، وقالت فرقة بل هي عبارة عن القوة في طاعة الله ، قاله ابن عباس ومجاهد ، وقالت فرقة بل هي عبارة عن إحسانهم في الدين وتقديمهم عند الله تعالى أعمال صدق ، فهي كالأيادي . وقالت فرقة : بل معناه : أولي الأيد والنعم التي أسداها الله إليهم من النبوءة والمكانة . وقال قوم المعنى : أيدي الجوارح ، والمراد الأيدي المتصرفة في الخير والأبصار الثاقبة فيه ، لا كالتي هي منهملة في جل الناس ، وأما من قرأ " الأيد " دون ياء فيحتمل أن يكون معناها معنى القراءة بالياء وحذفت تخفيفاً ، ومن حيث كانت الألف واللام تعاقب التنوين وجب أن تحذف معها كما تحذف مع التنوين . وقالت فرقة : معنى " الأيدي " ، القوة ، والمراد طاعة الله تعالى . وقوله تعالى : { والأبصار } عبارة عن البصائر ، أي يبصرون الحقائق وينظرون بنور الله تعالى ، وبنحو هذا فسر الجميع . وقرأ نافع وحده : " إنا أخلصناهم بخالصةِ ذكرى الدار " على إضافة " خالصةِ " إلى { ذكرى } ، وهي قراءة أبي جعفر والأعرج وشيبة . وقرأ الباقون والناس : " بخالصةٍ ذكر الدار " على تنوين " خالصة " ، وقرأ الأعمش : " بخالصتهم ذكر الدار " ، وهي قراءة طلحة . وقوله : { بخالصة } يحتمل أن يكون خالصة اسم فاعل كأنه عبر بها عن مزية أو رتبة ، فأما من أضافها إلى " ذكرى " ، فـ { ذكرى } مخفوض بالإضافة ، ومن نون " خالصةٍ " ، فـ { ذكرى } بدل من " خالصة " ، ويحتمل قوله : { بخالصة } أن يكون " خالصة " مصدراً كالعاقبة وخائنة الأعين وغير ذلك ، فـ { ذكرى } على هذا ما أن يكون في موضع نصب بالمصدر على تقدير : { إنا أخلصناهم } بأن أخلصنا لهم ذكرى الدار ، ويكون " خالصة " مصدراً من أخلص على حذف الزوائد ، وإما أن يكون { ذكرى } في موضع رفع بالمصدر على تقدير { إنا أخلصناهم } بأن خلصت لهم ذكرى الدار ، وتكون " خالصة " من خلص . و { الدار } في كل وجه في موضع نصب بـ { ذكرى } ، و { ذكرى } مصدر ، وتحتمل الآية أن يريد بـ { الدار } دار الآخر على معنى { أخلصناهم } ، بأن خلص لهم التذكير بالدار الآخرة ودعاء الناس إليها وحضهم عليها ، وهذا قول قتادة ، وعلى معنى خلص لهم ذكرهم للدار الآخرة وخوفهم لها والعمل بحسب قول مجاهد . وقال ابن زيد : المعنى إنا وهبناهم أفضل ما في الدار الآخرة وأخلصناهم به وأعطيناهم إياه ، ويحتمل أن يريد بـ { الدار } دار الدنيا على معنى ذكر الثناء والتعظيم من الناس والحمد الباقي الذي هو الخلد المجازي ، فتجيء الآية في معنى قوله : { لسان صدق } [ مريم : 50 ، الشعراء : 84 ] وفي معنى قوله : { وتركنا عليه في الآخرين } [ الصافات : 78 ، 108 ، 119 ، 129 . و { المصطفين } أصله : المصطفيين ، تحركت الياء وما قبلها مفتوح فانقلبت ألفاً ، ثم اجتمع سكون الألف وسكون الياء التي هي علامة الجمع ، فحذفت الألف . و { الأخيار } جمع خير ، وخير : مخفف من خير كميت وميت . وقرأ حمزة والكسائي : " والليسع " ، كأنه أدخل لام التعريف على { اليسع } ، فأجراه مجرى ضيغم ونحوه ، وهي قراءة علي بن أبي طالب والكوفيين . وقرأ الباقون : " واليسع " ، قال أبو علي : الألف واللام فيه زائدتان غير معرفتين كما هي في قول الشاعر : [ الكامل ] @ ولقد جنيتك أكمؤاً وعساقلاً ولقد نهيتك عن بنات الأوبر @@ وبنات الأوبر : ضرب من الكمأة . واختلف في نبوة " ذي الكفل " ، وقد تقدم تفسير أمره وقوله تعالى : { هذا ذكر } يحتمل معنيين : أحدهما أن يشير إلى مدح من ذكر وإبقاء الشرف له ، فيتأيد بهذا التأويل قول من قال آنفاً : إن { الدار } يراد بها الدار الدنيا . والثاني : أن يشير بهذا إلى القرآن ، إذ هو ذكر للعالم . و " المآب " : المرجع حيث يؤوبون . و { جنات } بدل من " حسن " و { مفتحة } نعت للجنات . و { الأبواب } مفعول لم يسم فاعله ، والتقدير عند الكوفيين : مفتحة لهم أبوابها ، ولا يجوز ذلك عند أهل البصرة ، والتقدير عندهم : الأبواب منها ، وإنما دعا إلى هذا الضمير أن الصفة لا بد أن يكون فيها عائداً على الموصوف . و { قاصرات الطرف } قال قتادة معناه : على أزواجهن . و { أتراب } معناه أمثال ، وأصله في بني آدم أن تكون الأسنان واحدة ، أي مست أجسادهم التراب في وقت واحد . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو : " يوعدون " بالياء من تحت ، واختلفا في سورة : ( ق ) ، فقرأها أبو عمرو بالتاء من فوق . وقرأ الباقون في السورتين بالتاء من فوق . والنفاذ : الفناء والانقضاء .