Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 171-172)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنما } في هذه الآية حاصرة ، اقتضى ذلك العقل في المعنى المتكلم فيه ، ولست صيغة { إنما } تقتضي الحصر ، ولكنها تصلح للحصر وللمبالغة في الصفة وإن لم يكن حصر ، نحو : إنما الشجاع عنترة وغير ذلك . و { سبحانه } : معناه تنزيهاً له وتعظيماً عن أن يكون له ولد كما تزعمون أنتم أيها النصارى في أمر عيسى ، إذ نفلتم أبوة الحنان والرأفة إلى أبوة النسل ، وقرأ الحسن بن أبي الحسن " أن يكون له ولداً " بكسر الألف من " أن " وهي نافية بمعنى ما يكون له ولد ، وقوله تعالى : { له ما في السماوات وما في الأرض } الآية : إخبار يستغرق عبودية عيسى وغير ذلك من الأمور . ثم برأ تعالى جهة المسيح عليه السلام من أقوالهم ، وخلصه للذي يليق به فقال { لن يستنكف المسيح أن يكون } الآية ، والاستنكاف : إباية بأنفة ، وقوله تعالى : { ولا الملائكة المقربون } زيادة في الحجة وتقريب من الأذهان ، أي ولا هؤلاء الذين هم في أعلى درجات المخلوقين ، لا يستنكفون عن ذلك فكيف سواهم ، وفي هذه الآية الدليل الواضح على تفضيل الملائكة على الأنبياء ، ثم أخبر تعالى عمن يستنكف أي يأنف عن عبادة الله ويستكبر ، بأنه سيناله الحشر يوم القيامة والرد إلى الله ، وقوله { فسيحشرهم } عبارة وعيد ، وقرأ جمهور الناس " فسيحشرهم " بالياء ، وقرأ الحسن بن أبي الحسن " فسنحشرهم " بنون الجماعة ، " فنوفيهم " ، " ونزيدهم " ، " فنعذبهم " ، كلها بالنون ، قال أبو الفتح : وقرأ مسلمة " فسيحشْرهم " " فيعذْبهم " بسكون الراء والباء على التخفيف . وبين الله تعالى أمر المحشورين ، فأخبر عن المؤمنين العاملين بالصالحات ، أنه " يوفيهم أجورهم " حتى لا يبخس أحد قليلاً ولا كثيراً ، وأنه يزيدهم من فضله ، وتحتمل هذه الزيادة أن تكون المخبر عنها في أن الحسنة بعشر إلى سبعمائة ضعف ، ويحتمل أن يكون التضعيف الذي هو غير مصرد محسوب ، وهو المشار إليه في قوله تعالى : { والله يضاعف لمن يشاء } [ البقرة : 261 ] .