Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 61-64)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا تنبيه من الله تعالى على آيات ، وعبر ، متى تأملها العاقل أدته إلى توحيد الله والإقرار بربوبيته . وقوله تعالى : { والنهار مبصراً } مجازه يبصر فيه ، كما تقول : نهار صائم ، وليل قائم . وقوله تعالى : { خالق كل شيء } مخلوق ، وما يستحيل أن يكون مخلوقاً كالقرآن والصفات فليس يدخل في هذا العموم ، وهذا كما قال تعالى : { تدمر كل شيء } [ الأحقاف : 25 ] معناه كل شيء مبعوث لتدميره . وقرأت فرقة : " تؤفكون " بالتاء ، وقرأت فرقة : " يؤفكون " بالياء ، والمعنى في القراءة الأولى قل لهم . و : { تؤفكون } معناه : تصرفون على طريق النظر والهدى ، وهذا تقرير بمعنى التوبيخ والتقريع ، ثم قال لنبيه : { كذلك يؤفك } أي على هذه الهيئة وبهذه الصفة صرف الله تعالى الكفار الجاحدين بآيات الله من الأمم المتقدمة على طريق الهدى ، ثم بين تعالى نعمته في أن جعل { الأرض قراراً } ومهاداً للعباد ، { والسماء بناء } وسقفاً . وقرأ الناس : " صُوركم " بضم الصاد . وقرأ أبو رزين : " صِوركم " بكسر الصاد . وقرأت فرقة : " صوركم " بكسر الواو على نحو بسرة وبسر . وقوله تعالى : { من الطيبات } يريد من المستلذات طعماً ولباساً ومكاسب وغير ذلك ، ومتى جاء ذكر { الطيبات } بقرينة { رزقكم } ونحو فهو المستلذ ، ومتى جاء بقرينة تحليل أو تحريم كما قال تعالى : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } [ الأعراف : 32 ] وكما قال : { ويحل لهم الطيبات } [ الأعراف : 157 ] والطيبات في مثل هذا : الحلال ، وعلى هذا النظر يخرج مذهب مالك رحمه الله في الطيبات والخبائث ، وقول الشافعي رحمه الله : إن الطيبات هي المستلذات ، والخبائث ، هي المستقذرات ضعيف ينكسر بمستلذات محرمة ومستقذرات محللة لا رد له في صدرها ، وأما حيث وقعت الطيبات مع الرزق فإنما هي تعديد نعمة فيما يستحسنه البشر ، لا سيما هذه الآية التي هي مخاطبة للكفار ، فإنما عددت عليهم النعمة التي يعتقدونها نعمة ، وباقي الآية بين .