Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 20-25)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر الله تعالى احتجاج الكفار لمذهبهم ليبين فساد منزعهم ، وذلك أنهم جعلوا إمهال الله لهم وإنعامه عليهم وهم يعبدون الأصنام ، دليلاً على أنه يرضى عبادة الأصنام ديناً ، وأن ذلك كالأمر به ، فنفى الله عن الكفرة أن يكون لهم علم بهذا وليس عندهم كتاب منزل يقتضي ذلك ، وإنما هم يظنون و { يخرصون } ويخمنون ، وهذا هو الخرص والتخرص . وقرأ جمهور الناس : " على أُمة " بضم الهمزة ، وهي بمعنى الملة والديانة ، والآية على هذا تعيب عليهم التقليد . وقرأ مجاهد والعبدري وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : " على إمة " بكسر الهمزة وهي بمعنى النعمة ، ومنه قول الأعشى : @ ولا الملك النعمان يوم لقيته بإمته يعطي القطوط ويافق @@ ومنه قول عدي بن زيد : [ الخفيف ] @ ثم بعد الفلاح والملك والإمّـ ـة وارتهم هناك القبور @@ فالآية على هذا استمرار في احتجاجهم ، لأنهم يقولون : وجدنا آباءنا في نعمة من الله وهم يعبدون الأصنام ، فذلك دليل رضاه عنهم ، وكذلك اهتدينا نحن بذلك { على آثارهم } . وذكر الطبري عن قوم : أن الأمة الطريقة ، مصدر من قولك : أممت كذا أمة ثم ضرب تعالى المثل لنبيه محمد عليه السلام وجعل له الإسوة فيمن مضى من النذر والرسل ، وذلك أن المترفين من قومهم وهم أهل التنعم والمال قد قابلوهم بمثل هذه المقالة . وقرأ جمهور القراء : " قل أولو " والمعنى : فقلنا للنذير قل . وقرأ ابن عامر وحفص عن عاصم : " قال أو لو " ، ففي " قال " ضمير بعود على النذير . وباقي الآية يدل على أن : " قل " في قراءة من قرأها ليست بأمر لمحمد عليه السلام ، وإنما هي حكاية لما أمر به النذير . وقوله تعالى : { أو لو } هي ألف الاستفهام دخلت على واو عطف جملة كلام على جملة متقدمة ، و { لو } في هذا الموضع كأنها شرطية بمعنى أن ، كأن معنى الآية : وإن جئتكم بأبين وأوضح مما كان آباؤكم عليه فيصح لجاجكم وتقليدكم ، فأجاب الكفار حينئذ لرسلهم : { إنا بما أرسلتم به كافرون } . وفي قوله تعالى : { فانتقمنا منهم } الآية وعيد لقريش وضرب مثل بمن سلف من الأمم المعذبة المكذبة بأنبيائها كما كذبت هي بمحمد عليه السلام . وقرأ جمهور الناس : " أو لو جئتكم " وقرأ أبو جعفر وأبو شيخ وخالد : " أو لو جئناكم " . وقرأ الأعمش : " أو لو أتيتم " .