Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 46-50)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه آية ضرب مثل وإسوة لمحمد عليه السلام بموسى عليه السلام ولكفار قريش بفرعون { وملائه } . والآيات التي أرسل بها موسى وهي التسع المذكورة وغير ذلك مما جاءت به الروايات ، وخص الملأ بالذكر لأنهم يسدون مسد جميع الناس ، ثم وصفهم تعالى بالضحك من آيات موسى ، كما كانت قريش تضحك وتسخر من أخبار محمد عليه السلام ، ثم وصف تعالى صورة عرض الآيات عليهم وإنما كانت شيئاً بعد شيء . وقوله : { إلا هي أكبر من أختها } عبارة عن شدة موقعها في نفوسهم بحدة أمرها وحدوثه ، وذلك أن أول آية عرض موسى هي : العصا واليد ، وكانت أكبر آياته ، ثم كل آية بعد ذلك كانت تقع فيعظم عندهم لحينها وتكبر ، لأنهم قد كانوا أنسوا التي قبلها ، فهذا كما قال الشاعر : [ الطويل ] @ على أنها تعفو الكلومُ وإنما توكل بالأدنى وان جل ما يقضى @@ وذهب الطبري إلى أن الآيات هي الحجج والبينات . ثم ذكر تعالى أخذهم بالعذاب في العمل والضفادع والدم وغير ذلك ، وهذا كما أخذ قريش بالسنين والدخان . وقوله : { لعلهم } ترج بحسب معتقد البشر وظنهم . و : { يرجعون } معناه : يتوبون ويقلعون . وقوله تعالى : { وقالوا يا أيه الساحر } جائز أن يكون قائل ذلك من أعملهم بكفر السحر فيقول : قوله استهزاء وهو يعلم قدر السحر وانحطاط منزلته ، ويكون قوله : { عندك } بمعنى : في زعمك وعلى قولك ، ويحتمل أن يكون القائل ليس من المتمردين الحذاق ويطلق لفظة الساحر لأحد وجهين ، إما لأن السحر كان عند عامتهم علم الوقت ، فكأنه قال : يا أيه العالم ، وإما لأن هذه الاسمية قد كانت انطلقت عندهم على موسى لأول ظهورها ، فاستصحبها هذا القائل في مخاطبة قلة تحرير وغباوة ، ويكون القول على هذا التأويل جداً من القائل ، ويكون قوله : { إنا لمهتدون } بمعنى إن نفعتنا دعوتك ، وهذا التأويل أرجح ، أعني أن كلام هذا القائل مقترن بالجد . وقرأ ابن عامر وحده : " يا أيُ " بياء مضمومة فقط . ثم أخبر عنهم أنه لما كشف عنهم العذاب نكثوا ، ولو كان الكلام هزلاً من أوله لما وقع نكث .