Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 51-62)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقوله : { ثم إنكم } مخاطبة لكفار قريش ومن كان في حالهم ، و { من } في قوله : { من شجر } يحتمل أن تكون للتبعيض ويحتمل أن تكون لابتداء الغاية ، و { من } في قوله : { من زقوم } لبيان الجنس ، والضمير في : { منها } عائد على الشجر ، و " من " للتبعيض أو لابتداء الغاية ، والضمير في : { عليه } عائد على المأكول أو على الأكل . وفي قراءة ابن مسعود " لآكلون من شجر " على الإفراد . و : { الهيم } قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة والضحاك : هو جمع أهيم ، وهو الجمل الذي أصابه الهُيام ، بضم الهاء ، وهو داء معطش يشرب معه الجمل حتى يموت أو يسقهم سقماً شديداً ، والأنثى : هيماء . وقال بعضهم : هو جمع هيماء كبيض وعين ، وقال قوم آخرون : هو جمع هائم وهائمة ، وهذا أيضاً من هذا المعنى ، لأن الجمل إذا أصابه ذلك الداء هام على وجهه وذهب ، وقال سفيان الثوري وابن عباس : { الهيم } هنا الرمال التي لا تروى من الماء ، وذلك أن الهَيام بفتح الهاء هو الرمل الدق الغمر المتراكم ، وقال ثعلب . الهُيام : بضم الهاء : الرمل الذي لا يتماسك . وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو والكسائي : " شَرب " بفتح الشين ، وهي قراءة الأعرج وابن المسيب وشعيب بن الحبحاب ومالك بن دينار وابن جريج ، ولا خلاف أنه مصدر ، وقرأ مجاهد : " شِرب " بكسر الشين ، ولا خلاف أنه اسم ، وقرأ أهل المدينة وباقي السبعة : " شُرب " ، بضم الشين ، واختلف فيه ، فقال قوم وهو مصدر ، وقال آخرون هم اسم لما يشرب . والنزل : أول ما يأكل الضيف . وقرأ عمرو في رواية عباس : " نزْلهم " ساكنة الزاي ، وقرأ الباقون واليزيدي عن أبي عمرو بضم الزاي وهما لمعنى كالشغل والشغل . و : { الدين } الجزاء . ثم أخبر تعالى أنه الخالق ، وحضض على التصديق على وجه التقريع ثم ساق الحجة الموجبة للتصديق ، كان معترضاً من الكفار قال : ولم أصدق ؟ فقيل له : أفرأيت كذا وكذا الآيات ، وليس يوجد مفطور يخفى عنه أن المني الذي يخرج منه ليس له فيه عمل ولا إرادة ولا قدرة . و { أم } في قوله : { أم نحن } ليست المعادلة عند سيبويه ، لأن الفعل قد تكرر ، وإنما المعادلة عنده : أقام زيد أم عمرو ، وهذه التي في هذه الآية معادلة عند قوم من النحاة ، وأما إذا تغاير الفعلان فليست بمعادلة إجماعاً . وقرأ الجمهور : " تُمنون " بضم التاء ، وقرأ ابن عباس وأبو السمال " تَمنون " بفتح التاء ، ويقال أمنى الرجل ومنى بمعنى واحد . وقرأ جمهور القراء : " قدّرنا " بشد الدال . وقرأ كثير وحده : " قدَرنا " بتخفيفها . والمعنى فيها يحتمل أن يكون بمعنى قضينا وأثبتنا ، ويحتمل أن يكون بمعنى سوينا ، وعدلنا التقدم والتأخر ، أي جعلنا الموت رتباً ، ليس يموت العالم دفعة واحدة ، بل بترتيب لا يعدوه أحد . وقال الطبري معنى الآية : " قدرنا بينكم الموت على أن نبدل أمثالكم " أي تموت طائفة ونبدلها بطائفة ، هكذا قرناً بعد قرن . وقوله : { وما نحن بمسبوقين } على تبديلكم إن أردناه وإن ننشئكم بأوصاف لا يصلها عملكم ولا يحيط بها كفركم . قال الحسن : من كونكم قردة وخنازير . قال القاضي أبو محمد : تأول الحسن هذا ، لأن الآية تنحو إلى الوعيد ، وجاءت لفظة " السبق " هنا على نحو قوله عليه السلام : " فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا لا تفوتنكم " . وقرأ جمهور الناس : النشْأة " بسكون الشين . وقرأ قتادة وأبو الأشهب وأبو عمرو بخلاف " النشَأة " بفتح الشين والمد . وقال أكثر المفسرين : أشار إلى خلق آدم ووقف عليه ، لأنه لا تجد أحداً ينكر أنه من ولد آدم وأنه من طين . وقال بعضهم : أراد بـ { النشأة الأولى } نشأة إنسان إنسان في طفوليته فيعلم المرء نشأته كيف كانت بما يرى من نشأة غيره ، ثم حضض على التذكر والنظر المؤدي إلى الإيمان . وقرأ الجمهور : " تذّكرون " مشددة الذال . وقرأ طلحة : " تذْكُرون " بسكون الذال وضم الكاف ، وهذه الآية نص في استعمال القياس والحض عليه .