Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 44-45)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا إخبار من الله عز وجل عما يكون منهم ، وعبر عن معان مستقبلة بصيغة ماضية وهذا حسن فيما يحقق وقوعه ، وهذا النداء من أهل الجنة لأهل النار تقريع وتوبيخ وزيادة في الكرب وهو بأن يشرفوا عليهم ويخلق الإدراك في الأسماع والأبصار ، وقرأ جمهور الناس " نعَم " بفتح العين ، وقرأ الكسائي " نعِم " بكسر العين ورويت عن عمر بن الخطاب وعن النبي صلى الله عليه وسلم وقرأها ابن وثاب والأعمش قال الأخفش هما لغتان ، ولم يحك سيبويه الكسر ، وقال : " نعم " عدة وتصديق أي مرة هذا ومرة هذا ، وفي كتاب أبي حاتم عن الكسائي عن شيخ من ولد الزبير قال : ما كنت أسمع أشياخ قريش يقولون : إلا " نعِم " بكسر العين ثم فقدتها بعده ، وفيه عن قتادة " عن رجل من خثعم قال : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : أنت تزعم أنك نبي : ؟ قال : " نعِم " بكسر العين " ، وفيه عن أبي عثمان النهدي قال : سأل عمر عن شيء فقالوا نعم ، فقال عمر : النعم الإبل والشاء ، وقولوا " نعِم " بكسر العين . قال أبو حاتم : وهذه اللغة لا تعرف اليوم بالحرمين ، وقوله { فأذن مؤذن بينهم } الآية ؛ قال أبو علي الفارسي والطبري وغيرهما : " أذن مؤذن " بمعنى أعلم معلم ، قال سيبويه : أذنت إعلام بتصويت ، وقرأ ابن كثير في رواية قنبل ونافع وأبو عمر وعاصم " أنْ لعنةُ الله " بتخفيف " أنْ " من الثقيلة ورفع اللعنة . وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وابن كثير في رواية البزي وشبل " أنّ لعنةَ " بتثقيل " أنّ " ونصب اللعنة ، وكلهم قرأ التي في النور { أنّ لعنة الله } [ النور : 7 ] و { أنّ غضب الله } [ النور : 9 ] بتشديد النون غير نافع فإنه قرأهما " أنْ لعنة الله وأنْ غضب " مخففتين ، وروى عصمة عن الأعمش " مؤذن بينهم إن " بكسر الألف على إضمار قال . قال القاضي أبو محمد : لما كان الأذان قولاً ، و " الظالمون " في هذه الآية : الكافرون ، ثم ابتدأ صفتهم بأفعالهم في الدنيا ليكون علامة أن أهل هذه الصفة هم المراد يوم القيامة بقوله { أن لعنة الله على الظالمين } و { يصدون } معناه يعرضون ، و " السبيل " الطريق والمنهج ويذكر ويؤنث وتأنيثها أكثر ، { ويبغونها } معناه : يطلبونها أو يطلبون لها ، فإن قدرت يطلبونها فـ { عوجاً } نصب على الحال ، ويصح أن يكون من الضمير العائد على السبيل أي معوجه ، ويصح أن يكون من ضمير الجماعة في { يبغونها } أي معوجين ، وإن قدرت { يبغونها } يطلبون لها وهو ظاهر تأويل الطبري رحمه الله فـ { عوجاً } مفعول بيبغون ، والعِوج بكسر العين في الأمور والمعاني ، والعَوج بفتح العين في الأجرام والمتنصبات .