Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 27-31)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الإشارة بـ { هؤلاء } إلى كفار قريش ، و { العاجلة } الدنيا وحبهم لها ، لأنهم لا يعتقدون غيرها ، { ويذرون وراءهم } معناه فيما يأتي من الزمن بعد موتهم ، وقال لبيد : [ الطويل ] @ أليس ورائي إن تراخت منيتي أدب مع الولدان إن خف كالنسر @@ ووصف اليوم بالثقل على جهة النسب ، أي : ذا ثقل من حيث الثقل فيه على الكفار ، فهو كليل نائم ، ثم عدد النعم على عباده في خلقهم وإيجادهم وإتقان بنيتهم وشدِّ خلقتهم ، والأسر : الخلقة واتساع الأعضاء والمفاصل ، وقد قال أبو هريرة والحسن والربيع الأسر : المفاصل والأوصال ، وقال بعضهم الأسر : القوة : ومنه قول الشاعر : [ الوافر ] @ فأنجاه غداة الموت مني شديد الأسر عض على اللجام @@ وقول آخر [ الأخطل ] : [ الكامل ] @ من كل محتدب شديد أسره سلس القياد تخاله مختالا @@ قال الطبري ومنه قول العامة : خذه بأسره يريدون خذه كله . قال القاضي أبو محمد : وأصل هذا في ما له شد ورباط كالعظم ونحوه ، وليس هذا مما يختص بالعامة بل هو من فصيح كلام العرب . اللهم إلا أن يريد بالعامة جمهور العرب ومن اللفظة الإسار وهو القيد الذي يشد به الأسير ، ثم توعد تعالى بالتبديل واجتمع من القولين تعديد النعمة والوعيد بالتبدل احتجاجاً على منكري البعث ، أي من هذا الإيجاد والتبديل إذا شاء في قدرته ، فكيف تتعذر عليه الإعادة ، وقوله تعالى : { إن هذه تذكرة } يحتمل أن يشير إلى هذه الآية أو إلى السورة بأسرها أو إلى الشريعة بجملتها وقوله تعالى : { فمن شاء اتخذ } ليس على جهة التخيير بل فيه قرينة التحذير ، والحض على اتخاذ السبيل ، و " السبيل " هنا : ليس النجاة ، وقوله تعالى : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله } نفي لقدرتهم على الاختراع وإيجاد المعاني في نفوسهم ، ولا يرد هذا وجود ما لهم من الاكتساب والميل إلى الكفر . وقرأ عبد الله " وما تشاؤون إلا ما شاء الله " وقرأ يحيى بن وثاب " تِشاؤون " بكسر التاء . وقوله تعالى : { عليماً حكيماً } معناه يعلم ما ينبغي أن ييسر عبده إليه ، وفي ذلك حكمة لا يعلمها إلا هو { والظالمين } نصب بإضمار فعل تقديره ويعذب الظالمين أعد لهم ، وفي قراءة ابن مسعود " وللظالمين أعد لهم " بتكرير اللام ، وقرأ جمهور السبعة " وما تشاؤون " بالتاء على المخاطبة . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو " يشاؤون " بالياء ، وقرأ ابن الزبير وأبان بن عثمان وابن أبي عبلة " والظالمون " بالرفع ، قال أبو الفتح : وذلك على ارتجال جملة مستأنفة . ( انتهى ) . نجز تفسير سورة { الإنسان } بحمد الله وعونه .