Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 21-26)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرأ نافع وحمزة وأبان عن عاصم : " عاليهم " على الرفع بالابتداء وهي قراءة الأعرج وأبي جعفر وشيبة وابن محيصن وابن عباس بخلاف عنه ، وقرأ الباقون وعاصم " عاليَهم " بالنصب على الحال ، والعامل فيه { لقاهم } [ الإنسان : 11 ] أو { جزاهم } [ الإنسان : 12 ] ، وهي قراءة عمر بن الخطاب وابن عباس والحسن ومجاهد والجحدري وأهل مكة ، وقرأ الأعمش وطلحة : " عاليتهم " ، وكذلك هي في مصحف عبد الله ، وقرأ أيضاً الأعمش " عاليَتهم " بالنصب على الحال ، وقد يجوز في النصب في القراءتين أن يكون على الظرف لأنه بمعنى فوقهم ، وقرأت عائشة رضي الله عنها " علتهم " بتاء فعل ماض ، وقرأ مجاهد وقتادة وابن سيرين وأبو حيوة " عليهم " و " السندس " : رقيق الديباج والمرتفع منه ، وقيل " السندس " : الحرير الأخضر ، و " الاستبرق " والدمقس هو الأبيض ، والأرجوان هو الأحمر ، وقرأ حمزة والكسائي " خضر واستبرقٍ " بالكسر فيهما وهي قراءة الأعمش وطلحة ، ورويت عن الحسن وابن عمر بخلاف عنه على أن " خضر " نعت للسندس ، وجائز جمع صفة الجنس إذا كان اسماً مفرداً كما قالوا : أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم الأبيض ، وفي هذا قبح ، والعرب تفرد اسم الجنس وهو جمع أحياناً فيقولون : حصى أبيض ، وفي القرآن { الشجر الأخضر } [ يس : 80 ] و { نخل منقعر } [ القمر : 20 ] فكيف بأن لا يفرد هذا الذي هو صفة لواحد في معنى جمع " واستبرق " في هذه القراءة عطف على { سندس } ، وقرأ نافع وحفص عن عاصم والحسن وعيسى " خضرٌ واستبرقٌ " بالرفع فيهما ، " خضرٌ " نعت لـ { ثياب } و " استبرق " عطف على الثياب . وقرأ أبو عمرو وابن عامر " خضرٌ " بالرفع صفة لـ { ثياب } ، " وإستبرق " خفضاً ، عطف على { سندس } ، وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر " خضرٍ " خفضاً " وإستبرقٌ " رفعاً فخفش " خضرٍ " على ما تقدم أولاً ، " واستبرقٌ " على الثياب . والاستبراق غليظ الديباج ، وقرأ ابن محيصن : " واستبرقَ " موصولة الألف مفتوحة القاف كأنه مثال الماضي من برق واستبرق وتجب واستعجب . قال أبو حاتم : لا يجوز ، والصواب أنه اسم جنس لا ينبغي أن يحمل ضميراً ، ويؤيد ذلك دخول اللام المعرفة عليه والصواب فيه الألف وإجراؤه على قراءة الجماعة ، وقرأ أبو حيوة " عليهم ثيابٌ " بالرفع " سندسٌ خضرٌ واستبرقٌ " رفعاً في الثلاثة ، وقوله تعالى : { وحلوا } أي جعل لهم حلي ، و { أساور } جمع أسورة وأسورة جمع سوار وهي من حلي الذراع ، وقوله تعالى : { شراباً طهوراً } قال أبو قلابة والنخعي معناه لا يصير بولاً بل يكون رشحاً من الأبدان أطيب من المسك ، وهنا محذوف يقتضيه القول تقديره يقول الله لهم والملائكة عنه : { إن هذا كان لكم جزاء } الآية ، وقوله تعالى : { إنا نحن نزلنا } الآية تثبيت لمحمد عليه السلام وتقوية لنفسه على أفعال قريش وأقوالهم وحكم ربه هو أن يبلغ ويكافح ويتحمل المشقة ويصبر على الأذى ليعذر الله إليهم ، وقوله تعالى : { آثماً أو كفوراً } هو تخيير في أن يعرف الذي ينبغي أن لا يطيعه بأي وصف كان من هذين لأن كل واحد منهم فهو آثم وهو كفور ، ولم تكن الأمة حينئذ من الكثرة بحيث يقع الإثم على العاصي . قال القاضي أبو محمد : واللفظ أيضاً يقتضي نهي الإمام عن طاعة آثم من العصاة أو كفور من المشركين ، وقال أبو عبيدة : { أو } بمعنى الواو وليس في هذا تخيير ، ثم أمره تعالى بذكر ربه دأباً { بكرة وأصيلاً } ومن الليل بالسجود والتسبيح الذي هو الصلاة ، ويحتمل أن يريد قول سبحان الله ، وذهب قوم من أهل العلم إلى أن هذه الآية إشارة إلى الصلوات الخمس منهم ابن حبيب وغيره ، فالبكرة : صلاة الصبح ، والأصيل : الظهر والعصر { ومن الليل } : المغرب والعشاء ، وقال ابن زيد وغيره كان هذا فرضاً ونسخ فلا فرض إلى الخمس ، وقال قوم هو محكوم على وجه الندب .