Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 29-40)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الضمير في قوله : { انطلقوا } ، هو { للمكذبين } [ الإنسان : 19 - 24 ] الذين لهم الويل يقال لهم { انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون } من عذاب الآخرة ، ولا خلاف في كسر اللام من قوله { انطلقوا } في هذا الأمر الأول ، وقرأ يعقوب في رواية رويس " انطلَقوا إلى ظل " بفتح اللام على معنى الخبر ، وقرأ جمهور الناس " انطِلقوا " بسكر اللام على معنى تكرار ، الأمر الأول وبيان المنطلق إليه ، وقال عطاء الظل الذي له { ثلاث شعب } هو دخان جهنم ، وروي أنه يعلو من ثلاثة مواضع يراه الكفار فيظنون أنه مغن فيهرعون إليه فيجدونه على أسوأ وصف . وقال ابن عباس : المخاطبة إنما تقال يومئذ لعبدة الصليب إذا اتبع كل واحد ما كان يعبد فيكون المؤمنون في ظل الله ولا ظل إلا ظله ، ويقال لعبدة الصليب { انطلقوا إلى ظل } معبودكم وهو الصليب وله { ثلاث شعب } ، والتشعب تفرق الجسم الواحد فرقاً ثم نفى عنه تعالى محاسن الظل ، والضمير في { إنها } لجهنم وقرأ عيسى بن عمر " بشرار " بألف جمع شرارة وهي لغة تميم ، و " القصر " في قول ابن عباس وجماعة من المفسرين اسم نوع القصور وهو إلا دوراً لكبار مشيدة ، وقد شبهت العرب بها النوق ومن المعنى قول الأخطل : [ البسيط ] @ كأنها برج رومي يشيده لز بجص وآجر وجيار @@ وقال ابن عباس أيضاً : " القصر " : خشب كان في الجاهلية يقطع من جزل الحطب من النخل وغيره على قدر الذراع وفوقه ودونه يستعد به للشتاء يسمى " القَصَر " واحده قصرة وهو المراد في الآية ، وإنما سمي القَصَّار لأنه يخبط بالقصرة ، وقال مجاهد : " القصر " حزم الحطب . وهذه قراءة الجمهور ، وقرأ ابن عباس وابن جبير " القَصَر " جمع قصرة وهي أعناق النخل والإبل وكذلك أيضاً هي في الناس ، وقال ابن عباس جذور النخل ، وقرأ ابن جبير أيضاً والحسن : " كالقِصَر " بسكر القاف وفتح الصاد ، وهي جمع قصرة كحلقة وحلق من الحديد ، واختلف الناس في " الجمالات " ، فقال جمهور من المفسرين : هو جمع جمال على تصحيح البناء كرجال ورجالات ، وقال آخرون أراد بـ " الصفر " السود ، وأنشد على ذلك بيت الأعشى : [ الخفيف ] @ تلك خيلي منه ، وتلك ركابي هن صفر أولادها كالزبيب @@ وقال جمهور الناس : بل " الصفر " الفاقعة لأنها أشبه بلون الشرر بالجمالات ، وقرأ الحسن " صُفُر " بضم الصاد والفاء ، وقال ابن عباس وابن جبير : " الجمالات " قلوس من السفن وهي حبالها العظام إذا جمعت مستديرة بعضها إلى بعض جاء منها أجرام عظام ، وقال ابن عباس : " الجمالات " قطع النحاس الكبار وكان اشتقاق هذه من اسم الجملة ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم " جِمالة " بكسر الجيم لحقت التاء جمالاً لتأنيث الجمع فهي كحجر وحجارة ، وقرأ ابن عباس وأبو عبد الرحمن والأعمش : " جُمالة " بضم الجيم ، وقرأ باقي السبعة والجمهور وعمر بن الخطاب " جمالات " على ما تفسر بكسر الجيم ، وقرأ ابن عباس أيضاً وقتادة وابن جبير والحسن وأبو رجاء بخلاف عنهم " جُمالات " بضم الجيم ، واختلف عن نافع وأبي جعفر وشيبة وكان ضم الجيم فيهما من الجملة لا من الجمل وكسرها من الجمل لا من الجملة . ولما ذكر تعالى المكذبين قال مخاطباً لمحمد صلى الله عليه وسلم { هذا يوم لا ينطقون } أي يوم القيامة أسكتتهم الهيبة وذل الكفر ، و { هذا } في موطن قاض بأنهم { لا ينطقون } فيه إذ قد نطق القرآن بنطقهم ربنا أخرجنا ، ربنا أمتنا ، فهي مواطن . و { يوم } مضاف إلى قوله { لا ينطقون } وقرأ الأعرج والأعمش وأبو حيوة " هذا يومَ " بالنصب لما أضيف إلى غير متمكن بناه فهي فتحة بناء وهو في موضع رفع ، ويحتمل أن يكون ظرفاً وتكون الإشارة بـ { هذا } إلى رميها { بشرر كالقصر } ، وقوله { فيعتذرون } معطوف على { يؤذن } ولم ينصب في جواب النفي لتشابه رؤوس الآي ، والوجهان جائزان ، وقوله تعالى : { هذا يوم الفصل جمعناكم } مخاطبة للكفار يومئذ . و " الأولون " المشار إليهم قوم نوح وغيرهم . ممن جاء في صدر الدنيا وعلى وجه الدهر ، ثم وقف تعالى عبيده الكفار المستوجبين عقابه بقوله : { فإن كان لكم كيد فكيدون } أي إن كان لكم حيلة أو مكيدة تنجيكم فافعلوها .