Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 12-24)
Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ذكر الله تعالى عنهم قولهم : { تلك إذاً كرة خاسرة } وذلك أنهم لتكذيبهم بالبعث ، وإنكارهم ، قالوا : لو كان هذا حقاً ، لكانت كرتنا ورجعتنا خاسرة وذلك لهم إذ هي النار ، وقال الحسن : { خاسرة } معناه : كاذبة أي ليست بكائنة ، وروي أن بعض صناديد مكة قال ذلك ، ثم أخبر الله تعالى عن حال القيامة ، فقال { فإنما هي زجرة واحدة } ، أي نفخة في الصور فإذا الناس قد نشروا وصاروا أحياء على وجه الأرض ، وفي قراءة عبد الله " فإنما هي رقة واحدة " و { الساهرة } : وجه الأرض ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت : [ الوافر ] @ وفيها لحم ساهرة وبحر وما فاهوا به فلهم مقيم @@ وقال وهب بن منبه : { الساهرة } : جبل بالشام يمده الله لحشر الناس يوم القيامة كيف شاء ، وقال أبو العالية وسفيان : { الساهرة } : أرض قريبة من بيت المقدس ، وقال قتادة : { الساهرة } : جهنم ، لأنه لا نوم لمن فيها وقال ابن عباس : { الساهرة } : أرض مكة ، وقال الزهري : { الساهرة } : الأرض كلها ، ثم وقف تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على جهة جمع النفس لتلقي الحديث ، فقال : { هل أتاك حديث موسى } الآية ، و " الوادي المقدس " : واد بالشام ، قال منذر بن سعيد : هو بين المدينة ومصر ، وقرأ الحسن بن أبي الحسن والأعمش وابن إسحاق : " طِوىً " بكسر الطاء منونة ، ورويت عن عاصم ، وقرأ الجمهور : " طُوى " بضمها ، وأجرى بعض القراء " طوى " وترك إجراءه ابن كثير وأبو عمرو ونافع وجماعة ، وقد تقدم شرح اللفظة في سورة طه ، وقوله تعالى : { اذهب إلى فرعون } تفسير النداء الذي ناداه به ، ويحتمل أن يكون المعنى قال { اذهب } وفي هذه الألفاظ استدعاء حسن ، وذلك أنه أمر أن يقول به : { هل لك أن تزكى } ، وهذا قول جواب كل عاقل عنده نعم أريد أن أتزكى ، والتزكي هو التطهر من النقائص ، والتلبس بالفضائل ، وفسر بعضهم : { تزكى } بتسلم وفسرها بقول : لا إله إلا الله ، وهذا تخصيص وما ذكرناه يعم جميع هذا ، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو بخلاف عنه : " تزّكى " بشد الزاي ، وقرأ الباقون " تزَكى " بتخفيف الزاي ، ثم أمر موسى أن يفسر له التزكي الذي دعاه إليه بقوله : { وأهديك إلى ربك فتخشى } ، والعلم تابع للهدى والخشية تابعة للعلم ، { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28 ] ، و { الآية الكبرى } : العصا واليد ، قاله مجاهد وغيره ، وهما نصب موسى للتحدي فوقعت المعارضة في الواحدة وانقلب فيها فريق الباطل ، وقال بعض المفسرين : { أدبر يسعى } حقيقة قام من موضعه مولياً فاراً بنفسه عن مجالسة موسى عليه السلام ، وقال مجاهد : { أدبر } كناية عن إعراضه عن الإيمان ، و { يسعى } معناه : يتحذم حل أمر موسى عليه السلام والرد في وجه شرعه ، وقوله { فحشر } معناه : جمع أهل مملكته ثم ناداهم بقوله : { أنا ربكم الأعلى } وروي عن ابن عباس أنه قال : المعنى : فنادى فحشر ، وقوله : { أنا ربكم الأعلى } نهاية في المخرقة ونحوها باق في ملوك مصر وأتباعهم .