Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 25-36)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نكال } منصوب على المصدر ، قال قوم { الآخرة } قوله : { ما علمت لكم من إله غيري } [ القصص : 38 ] ، و { الأولى } قوله : { أنا ربكم الأعلى } [ النازعات : 24 ] ، وروي أنه مكث بعد قوله : { أنا ربكم الأعلى } [ النازعات : 24 ] أربعين سنة ، وقيل هذه المدة بين الكلمتين ، وقال ابن عباس : { الأولى } قوله : { ما علمت لكم من إله غيري } [ القصص : 38 ] ، و { الآخرة } قوله : { أنا ربكم الأعلى } [ النازعات : 24 ] وقال ابن زيد : { الأولى } كفره وعصيانه , و { الآخرة } قوله : { أنا ربكم الأعلى } [ النازعات : 24 ] وقال ابن زيد : { الأولى } الدنيا ، و { الآخرة } : الدار الآخرة ، أي أخذه الله بعذاب جهنم وبالغرق في الدنيا ، وقال مجاهد : عبارة عن أول معاصيه وكفره وآخرها أي نكل بالجميع ، و { نكال } نصب على المصدر ، والعامل فيه على رأي سيبويه " أخذ " لأنه في معناه ، وعلى رأي أبي العباس المبرد فعل مضمر من لفظ { نكال } ، ثم وقف تعالى على موضع العبرة بحال فرعون وتعذيبه ، وفي الكلام وعيد للكفار المخاطبين برسالة محمد عليه السلام ، ثم وقفهم مخاطبة منه تعالى للعالم والمقصد الكفار ، ويحتمل أن يكون المعنى : قل لهم يا محمد { أأنتم أشد خلقاً } الآية ، وفي هذه الآية دليل على أن بعث الأجساد من القبور لا يتعذر على قدرة الله تعالى ، و " السمك " : الارتفاع الذي بين سطح السماء الأسفل الذي يلينا وسطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها ، وقوله تعالى : { فسواها } يحتمل أن يريد جعلها ملساء مستوية ليس فيها مرتفع ومنخفض ، ويحتمل أن يكون عبارة عن إتقان خلقها ولا يقصد معنى إملاس سطحها والله تعالى أعلم كيف هي { وأغطش } معناه : أظلم ، والأغطش الأعمى ومنه قول الشاعر [ الأعشى ] : [ المتقارب ] @ نحرت لهم موهناً ناقتي وليلُهم مدلهمٌّ عطش @@ ونسب الليل والضحى إليها من حيث هما ظاهران منها وفيها ، وقوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها } متوجه على أن الله تعالى خلق الأرض ولم يدحها ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فخلقها وبناها ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، وقرأ مجاهد : و " الأرض مع ذلك " ، وقال قوم : إن { بعد ذلك } معناه مع ذلك ، والذي قلناه تترتب عليه آيات القرآن كلها ، ونسب الماء والمرعى إلى الأرض حيث هما يظهران فيها ، ودحو الأرض بسطها ومنه قول أمية بن أبي الصلت : [ الكامل ] @ دار دحاها ثم أسكننا بها وأقام بالأخرى التي هي أمجد @@ وقرأ الجمهور : " والأرضَ " نصباً ، وقرأ الحسن وعيسى ، و " الأرضُ " بالرفع ، وقرأ الجمهور : و " الجبالَ " نصباً ، وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد : " والجبالُ " رفعاً ، و { أرساها } معناه : أثبتها ، وجمع هذه النعم إذا تدبرت فهي متاع للناس ، و " الأنعام " يتمتعون فيها وبها ، وقرأ الجمهور : " متاعاً " بالنصب ، وقرأ ابن أبي عبلة : " متاعٌ " بالرفع ، و { الطامة الكبرى } هي القيامة ، قاله ابن عباس والضحاك ، وقال الحسن وابن عباس أيضاً : النفخة الثانية ، وقوله : { ما سعى } معناه : ما عمل من سائر عمله ، ويتذكر ذلك بما يرى جزائه ، وقرأ جمهور الناس : " وبُرِّزت " بضم الباء وشد الراء المكسورة ، وقرأ عكرمة ومالك بن دينار وعائشة : " وبَرَزت " بفتح الباء والراء ، وقرأ جمهور الناس " لمن يرى " بالياء أي لمن يبصر ويحصل ، وقرأ عكرمة ومالك بن دينار وعائشة : " لمن ترى " بالتاء أي تراه أنت ، فالإشارة إلى كفار مكة أو أشارة إلى الناس ، والمقصد كفار مكة ، ويحتمل أن يكون المعنى : لمن تراه الجحيم كما قال تعالى : { إذا رأتهم من مكان بعيد } [ الفرقان : 12 ] وقرأ ابن مسعود : " لمن رأى " على فعل ماض .