Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 33-42)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الصاخة } : اسم من أسماء القيامة ، واللفظة في حقيقتها إنما هي لنفخة الصور التي تصخ الآذان أي تصمها ، ويستعمل هذا اللفظ في الداهية التي يصم نبؤها الآذان لصعوبته ، وهذه استعارة وكذلك في الصيحة المفرطة التي يصعب وقعها على الأذن ، ثم ذكر تعالى فرار المرء من القوم الذين معهودهم أن لا يفر عنهم في الشدائد ، ثم رتبهم تعالى الأول فالأول محبة وحنواً ، وقرأ أبو أناس جوية " من أخيهُ وأمهُ وأبيهُ " بضم الهاء في كلها ، وقال منذر بن سعيد وغيره : هذا الفرار هو خوف من أن يتبع بعضهم بعضاً بتبعات إذ الملابسة تعلق المطالبة ، وقال جمهور الناس : إنما ذلك لشدة الهول على نحو ما روي أن الرسل تقول يومئذ نفسي نفسي لا أسألك غيري ، و " الشأن الذي يغنيه " : هو فكرة في سيئاته وخوفه على نفسه من التخليد في النار ، والمعنى { يغنيه } عن اللقاء مع غيره والفكرة في أمره ، قال قتادة : أفضى كل إنسان إلى ما يشغله عن غيره . و " قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : " لا يضرك في القيامة كان عليك ثياب أم لا " ، وقرأ هذه الآية وقال نحوه : لسودة ، وقد قالتا : واسوأتاه ينظر بعض الناس إلى بعض يوم القيامة ، وقرأ جمهور الناس : " يُغنيه " بالغين منقوطة وضم الياء على ما فسرناه ، وقرأ ابن محيصن والزهري وابن السميفع : " يَعَنيه " بفتح الياء والعين غير منقوطة من قولك عناني الأمر أي قصدني وأردني . ثم ذكر تعالى اختلاف الوجوه من المؤمنين الواثقين برحمة الله حين بدت لهم تباشيرها من الكفار ، و { مسفرة } : معناه : نيرة باد ضوؤها وسرورها ، و { ترهقها } معناه تلح عليها ، و " القترة " الغبار و " الغبرة " الأولى إنما هي العبوس والهم كما يرى على وجه المهموم والميت والمريض شبه الغبار ، وأما " القترة " فغبار الأرض ويقال إن ذلك يغشاهم من التراب الذي تعوده البهائم ، ثم فسر تعالى أصحاب هذه الوجوه المغبرة بأنهم الكفرة قريش يومئذ ومن جرى مجراهم قديماً وحديثاً . نجز تفسير سورة { عبس } والحمد لله كثيراً .