Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 30-36)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الضمير في { مروا } للمؤمنين ، ويحتمل أن يكون للكفارن وأما الضمير في { يتغامزون } فهو للكفار لا يحتمل غير ذلك ، وكذلك في قوله : { انقلبوا فاكهين } معناه : أصحاب فاكهة ومزج ونشاط وسرور باستخفافهم بالمؤمنين يقال : رجل فاكه كلابن وتامر هكذا بألف ، وهي قراءة الجمهور ، ويقال : رجل فكه من هذا المعنى . وقرأ عاصم في رواية حفص : " فكهين " بغير ألف ، وهي قراءة أبي جعفر وأبي رجاء والحسن وعكرمة ، , أما الضمير في : { رأوا } وفي { قالوا } : قال الطبري وغيره : هو للكفار ، والمعنى أنهم يرمون المؤمنين بالضلال ، والكفار لم يرسلوا على المؤمنين حفظة لهم ، وقال بعض علماء التأويل : بل المعنى بالعكس ، وإن معنى الآية : وإذا رأى المؤمنون الكفار قالوا إنهم لضالون وهو الحق فيهم ، ولكن ذلك يثير الكلام بينهم ، فكأن في الآية حضاً على الموادعة ، أي أن المؤمنين لم يرسلوا حافظين على الكفار ، وهذا كله منسوخ على هذا التأويل بآية السيف ، ولما كانت الآيات المتقدمة قد نطقت بيوم القيامة ، وأن الويل يومئذ للمكذبين ساغ أن يقول : { فاليوم } على حكاية ما يقال يومئذ وما يكون ، و { الذين } رفع بالابتداء وقوله تعالى : { على الأرائك ينظرون } معناه : إلى عذابهم في النار ، قال كعب : لأهل الجنة كوى ينظرون منها ، وقال غيره بينهم جسم عظيم شفاف يرون معه حالهم ، و { هل ثُوِّب الكفار } ؟ تقرير وتوقيف لمحمد عليه السلام وأمته ، ويحتمل أن يريد : { ينظرون هل ثوب } والمعنى هل جوزي ، ويحتمل أن يكون المعنى يقول بعضهم لبعض ، وقرأ ابن محيصن وأبو عمرو وحمزة والكسائي : " هثوب " بإدغام اللام في الثاء ، قال سيبويه : وذلك حسن وإن كان دون إدغام في الراء لتقاربهما في المخرج ، وقرأ الباقون : " هل ثوب " لا يدغمون ، وفي قوله تعالى : { ما كانوا } ، حذف تقديره جزاء ما كانوا أو عقاب ما كانوا يفعلون . نجز تفسير سورة { المطففين } بحمد الله .