Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 98, Ayat: 1-5)

Tafsir: al-Muḥarrar al-waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وفي حرف أبي بن كعب : " ما كان الذين " ، وفي حرف ابن مسعود : " لم يكن المشركين وأهل الكتاب منفكين " وقوله تعالى : { منفكين } معناه منفصلين متفرقين ، تقول انفك الشيء عن الشيء إذا انفصل عنه ، وما انفك التي هي من أخوات كان لا مدخل بها في هذه الآية ، ونفى في هذه الآية أن تكون هذه الصنيعة منفكة ، واختلف الناس عماذا ، فقال مجاهد وغيره : لم يكونوا { منفكين } عن الكفر والضلال حتى جاءتهم البينة ، وأوقع المستقبل موضع الماضي في { تأتيهم } ، لأن باقي الآية وعظمها لم يرده بعد ، وقال الفراء وغيره : لم يكونوا { منفكين } عن معرفة صحة نبوة محمد عليه السلام ، والتوكف لأمره حتى جاءتهم البينة تفرقوا عند ذلك ، وذهب بعض النحويين إلى هذا النفي المتقدم مع { منفكين } يجعلها تلك التي هي مع كان ، ويرى التقدير في خبرها عارفين أمر محمد أو نحو هذا ، ويتجه في معنى الآية قول ثالث بارع المعنى ، وذلك أن يكون المراد لم يكن هؤلاء القوم { منفكين } من أمر الله تعالى وقدرته ونظره لهم حتى يبعث إليهم رسولاً منذراً تقوم عليهم به الحجة ، وتتم على من آمن النعمة ، فكأنه قال : ما كانوا ليتركوا سدى وبهذا المعنى نظائر في كتاب الله تعالى ، وقرأ بعض الناس : " والمشركون " بالرفع ، وقرأ الجمهور : " والمشركين " بالخفض ومعناهما بين ، و { البينة } معناه : القصة البينة والجلية ، والمراد محمد عليه السلام ، وقرأ الجمهور : " رسولُ الله " بالرفع وقرأ أبي : " رسولاً " بالنصب على الحال ، والصحف المطهرة : القرآن في صحفه ، قاله الضحاك وقتادة ، وقال الحسن والصحف المطهرة في السماء ، وقوله عز وجل : { فيها كتب قيمة } فيه حذف مضاف تقديره فيها أحكام كتب وقيمة : معناه قائمة معتدلة آخذة للناس بالعدل وهو بناء مبالغة ، فإلى { قيمة } هو ذكر من آمن من الطائفتين ، ثم ذكر تعالى مذمة من لم يؤمن من أهل الكتاب من بني إسرائيل من أنهم لم يتفرقوا في أمر محمد إلا من بعد ما رأوا الآيات الواضحة ، وكانوا من قبل مصفقين على نبوته وصفته ، فلما جاء من العرب حسدوه ، وقرأ جمهور الناس : " مخلِصين " بكسر اللام ، وقرأ الحسن بن أبي الحسن : " مخلَصين " بفتح اللام ، وكأن { الدين } على هذه القراءة منصوب بـ { بعد } أو بمعنى يدل عليه على أنه كالظرف أو الحال ، وفي هذا نظر ، وقيل لعيسى عليه السلام : من المخلص لله ؟ قال الذي يعمل العمل لله ولا يحب أن يحمده الناس عليه ، و { حنفاء } : جمع حنيف وهو المستقيم المائل إلى طرق الخير ، قال ابن جبير : لا تسمي العرب حنيفاً إلا من حج واختتن ، وقال ابن عباس : { حنفاء } : حجاجاً مسلمين ، و { حنفاء } نصب على الحال ، وكون { الصلاة } مع { الزكاة } في هذه الآية مع ذكر بني إسرائيل فيها يقوي من قول السورة مدنية , لأن { الزكاة } فرضت بالمدينة , ولأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دفع لمناقضة أهل الكتاب بالمدينة ، وقرأ الجمهور : " وذلك دين القيمة " على معنى الجماعة القيمة أو الفرقة القيمة ، وقال محمد بن الأشعث الطالقاني : هنا الكتب التي جرى ذكرها ، وقرأ بعض الناس : " وذلك الدين القيمة " ، فالهاء في " القيمة " على هذه القراءة كعلامة ونسابة ، ويتجه ذلك أيضاً على أن يجعل { الدين } بمنزلة الملة .