Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 7-7)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ } قال ابن عباس : هم النبيُّون ، والصديقون ، والشهداء ، والصالحون . وقرأ الأكثرون « عليهم » بكسر الهاء ، وكذلك « لديهم » و « إِليهم » وقرأهنَّ حمزة بضمها . وكان ابن كثير يصل [ ضم ] الميم بواو . وقال ابن الأنباري : حكى اللغويون في « عليهم » عشر لغات ، قرى بعامتها « عليهُمْ » بضم الهاء وإِسكان الميم و « عليهِمْ » بكسر الهاء وإِسكان الميم ، و « عليهمي » بكسر الهاء والميم وإلحاق ياء بعد الكسرة ، و « عليهُمو » بكسر الهاء وضم الميم وزيادة واو بعد الضمة ، و « عليهمو » بضم الهاء والميم وإِدخال واو بعد الميم و « عليهُمُ » بضم الهاء والميم من غير زيادة واو ، وهذه الأوجه الستة مأثورة عن القراء ، وأوجه أربعة منقولة عن العرب « عليهُمي » بضم الهاء وكسر الميم وإِدخال ياء ، و « عليهُمِ » بضم الهاء وكسر الميم من غير زيادة ياءٍ ، و « عليهِمُ » بكسر الهاء وضم الميم من غير إِلحاق واو ، و « عليهِمِ » بكسر الهاء والميم ولا ياء بعد الميم . فأما « المغضوب عليهم » فهم اليهود ؛ و « الضالون » : النصارى . رواه عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال ابن قتيبة : والضلال : الحيرة والعدول عن الحق . فصل ومن السنة في حق قارىء الفاتحة أن يعقبها بـ « آمين » . قال شيخنا أبو الحسن علي ابن عبيد الله : وسواء كان خارج الصلاة أو فيها ، لما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا قال الامام { غَيْرِ المغْضُوبِ عَليْهم ولا الضَّالين } فقال من خلفه : آمين ، فوافق ذلك قول أهل السماء ، غفر له ما تقدم من ذنبه " وفي معنى آمين : ثلاثة أقوال . أحدها : أن معنى آمين : كذلك يكون . حكاه ابن الأنباري عن ابن عباس ، والحسن . والثاني : أنها بمعنى : اللهم استجب . قاله الحسن والزجاج . والثالث : أنه اسم من أسماء الله تعالى . قاله مجاهد ، وهلال بن يساف ، وجعفر ابن محمد . وقال ابن قتيبة : معناها : يا أمين أجب دعاءنا ، فسقطت يا ، كما سقطت في قوله : { يوسف أعرض عن هذا } [ يوسف : 29 ] تأويله : يا يوسف . ومن طوَّل الألف فقال : آمين ، أدخل ألف النداء على ألف أمين ، كما يقال ، آزيد أَقبل . ومعناه : يا زيد . قال ابن الأنباري : وهذا القول خطأ عند جميع النحويين ، لأنه إِذا أدخل « يا » على « آمين » كان منادىً مفرداً ، فحكم آخره الرفع ، فلما أجمعت العرب على فتح نونه ، دل على أنه غير منادى ، وإنما فتحت نون « آمين » لسكونها وسكون الياء التي قبلها ، كما تقول العرب : ليت ، ولعل . قال : وفي « آمين » لغتان : « أمين » بالقصر ، « وآمين » بالمد ، والنون فيهما مفتوحة . أنشدنا أبو العباس عن ابن الاعرابي : @ سقى الله حياً بين صارة والحمى ( حمى ) فيْدَ صوبَ المُدْجِنات المواطر أمين وأَدى الله ركباً إليهمُ بخير ووقَّاهم حِمام المقادر @@ وأَنشدنا أبو العباس أيضاً : @ تباعد مني فُطْحُل وابن أمه أَمين فزاد الله ما بيننا بعدا @@ وأنشدنا أبو العباس أيضاً : @ يا رب لا تسلبنّي حبها أبداً ويرحم الله عبداً قال آمينا @@ وأَنشدني أَبي : @ أمين ومن أعطاك مني هوداة رمى الله في أطرافه فاقفعلَّت @@ وأنشدني أبي : @ فقلت له قد هجت لي بارح الهوى أصَاب حمام الموت أَهوننا وجدا أمين وأضناه الهوى فوق ما به أمين ولاقى من تباريحه جهدا @@ فصل نقل الأكثرون عن أحمد أن الفاتحة شرط في صحة الصلاة ، فمن تركها مع القدرة عليها لم تصح صلاته ، وهو قول مالك ، والشافعي . وقال أبو حنيفة رحمه الله : لا تتعين ، وهي رواية عن أحمد ، ويدل على الرواية الأولى ما روي في « الصحيحين » من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " والله تعالى أعلم بالصواب .