Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 1, Ayat: 5-6)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } وقرأ الحسن ، وأبو المتوكل ، وأبو مجلز « يُعْبَدُ » بضم الياء وفتح الباء . قال ابن الأنباري : المعنى : قل يا محمد : إِياك يعبد ، والعرب ترجع من الغيبة إِلى الخطاب ، ومن الخطاب الى الغيبة ، كقوله تعالى : { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } [ يونس : 22 ] وقوله : { وسقاهم ربهم شراباً طهوراً . إن هذا كان لكم جزاءً } [ الدهر : 21 ، 22 ] وقال لبيد : @ باتت تشكى إليَّ النفس مجهشة وقد حمتلك سبعاً بعد سبعينا @@ وفي المراد بهذه العبادة ثلاثة أقوال . أحدهما : أنها بمعنى التوحيد . روي عن علي ، وابن عباس في آخرين . والثاني : أنها بمعنى الطاعة ، كقوله : { لا تعبدوا الشيطان } [ يس : 60 ] والثالث : أنها بمعنى الدعاء ، كقوله : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي } [ غافر : 60 ] قوله تعالى : { إِهدنا } فيه أربعة أقوال : أحدها : ثبتنا . قاله عليّ ، وأبيّ . والثاني : أرشدنا . والثالث : وفقنا . والرابع : ألهمنا . رويت هذه الثلاثة عن ابن عباس . و { الصراط } الطريق ويقال : إِن أصله بالسين ، لأنه من الاستراط وهو : الابتلاع ، فالسراط كأنه يسترط المارّين عليه ، فمن قرأَ السين ، كمجاهد ، وابن محيصن ، ويعقوب ، فعلى أصل الكلمة ، ومن قرأ بالصاد ، كأبي عمرو ، والجمهور ، فلأنها أَخف على اللسان ، ومن قرأ بالزاي ، كرواية الأصمعي عن أبي عمرو ، واحتج بقول العرب : سقر وزقر . وروي عن حمزة : إِشمام السين زاياً ، وروي عنه أنه تلفظ بالصراط بين الصاد والزاي . قال الفراء : اللغة الجيدة بالصاد ، وهي لغة قريش الأولى ، وعامة العرب يجعلونها سيناً ، وبعض قيس يشمُّون الصاد ، فيقول : الصراط بين الصاد والسين ، وكان حمزة يقرأ « الزراط » بالزاي ، وهي لغة لعذرة وكلب وبني القين . يقولون في أصدق أزدق . وفي المراد بالصراط هاهنا أربعة أقوال . أحدها : أنه كتاب الله ، رواه علي عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثاني : أنه دين الاسلام . قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، والحسن ، و أبوالعالية في آخرين . والثالث : أنه الطريق الهادي إلى دين الله ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد . والرابع : أنه طريق الجنة ، نقل عن ابن عباس أيضاً . فان قيل : ما معنى سؤال المسلمين الهداية وهم مهتدون ؟ ففيه ثلاثة أجوبة : أحدها : أن المعنى : إِهدنا لزوم الصراط ، فحذف اللزوم . قاله ابن الأنباري . والثاني : أن المعنى ثبتنا على الهدى ، تقول العرب للقائم : قم حتى آتيك ، أي : اثبت على حالك . والثالث : أن المعنى زدنا هدىً .