Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 25-25)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { والله يدعو إِلى دار السلام } يعني الجنة . وقد ذكرنا معنى تسميتها بذلك عند قوله : { لهم دار السلام عند ربهم } [ الأنعام : 127 ] . واعلم أن الله عمَّ بالدعوة ، وخصَّ بالهداية من شاء ، لأن الحكم له في خلقه . وفي المراد بالصراط المستقيم أربعة أقوال : أحدها : كتاب الله ، رواه عليٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثاني : الإِسلام ، رواه النَّوَّاس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم . والثالث : الحق ، قاله مجاهد ، وقتادة . والرابع : المُخرِج من الضلالات والشُّبَه ، قاله أبو العالية . قوله تعالى : { للذين أحسنوا } قال ابن عباس : قالوا : لا إِله إِلا الله . قال ابن الأنباري : الحسنى : كلمة مستغنى عن وصفها ونعتها ، لأن العرب توقعها على الخَلَّة المحبوبة المرغوب فيها المفروح بها ، فكان الذي تعلمه العرب من أمرها يغني عن نعتها ، فكذلك المزيد عليها محمول على معناها ومتعرَّف من جهتها ، يدل على هذا قول امرىء القيس : @ فلما تنازعنا الحديث وأسمحت هَصَرْتُ بغصنٍ ذي شماريخَ مَيَّالِ فَصِرْنَا إِلى الحُسْنَى وَرَقَّ كَلامُنَا ورُضْتُ فذلَّت صَعْبَةً أيَّ إِذلالِ @@ أي : إِلى الأمر المحبوب . وهصرتُ بمعنى مددت . والغصن كناية عن المرأة . والباء مؤكدة للكلام ، كما تقول العرب : ألقى بيده إِلى الهلاك ، يريدون : ألقى يده . والشماريخ كناية عن الذوائب . ورضت ، معناه : أذللت . ومن أجل هذا قال : أي إِذلال ، ولم يقل : أي رياضة . وللمفسرين في المراد بالحسنى خمسة أقوال : أحدها : أنها الجنة ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبه قال الأكثرون . والثاني : أنها الواحدة من الحسنات بواحدة ، قاله ابن عباس . والثالث : النصرة ، قاله عبد الرحمن بن سابط . والرابع : الجزاء في الآخرة ، قاله ابن زيد . والخامس : الأمنية ، ذكره ابن الأنباري . وفي الزيادة ستة أقوال : أحدها : أنها النظر إِلى الله عز وجل . روى مسلم في « صحيحه » من حديث صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الزيادة : النظر إلى وجه الله عز وجل " وبهذا القول قال أبو بكر الصديق ، وأبو موسى الأشعري ، وحذيفة ، وابن عباس ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، والسدي ، ومقاتل . والثاني : أن الزيادة : غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب ، رواه الحكم عن عليّ ، ولا يصح . والثالث : أن الزيادة : مضاعفة الحسنة إلى عشر أمثالها ، قاله ابن عباس ، والحسن . والرابع : أن الزيادة : مغفرة ورضوان ، قاله مجاهد . والخامس : أن الزيادة : أن ما أعطاهم في الدنيا لا يحاسبهم به في القيامة ، قاله ابن زيد . والسادس : أن الزيادة : ما يشتهونه ، ذكره الماوردي . قوله تعالى : { ولا يرهق } أي : لا يغشى { وجوهَهُم قَتَرٌ } وقرأ الحسن ، وقتادة ، والأعمش : « قَتْر » باسكان التاء ، وفيه أربعة أقوال . أحدها : أنه السواد . قال ابن عباس : سواد الوجوه من الكآبة . وقال الزجاج : القتر : الغبرة التي معها سواد . والثاني : أنه دخان جهنم ، قاله عطاء . والثالث : الخزي ، قاله مجاهد . والرابع : الغبار ، قاله أبو عبيدة . وفي الذلة قولان : أحدهما : الكآبة ، قاله ابن عباس . والثاني : الهوان ، قاله أبو سليمان .