Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 76-82)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فلما جاءهم الحق من عندنا } وهو ما جاء به موسى من الآيات . قوله تعالى : { أسحر هذا } قال الزجاج : المعنى : أتقولون للحق لما جاءَكم هذا اللفظ ، وهو قولهم : { إِنَّ هذا لسحرٌ مبين } . ثم قررهم فقال : { أسحر هذا } ؟ . قال ابن الأنباري : إِنما أدخلوا الألف على جهة تفظيع الأمر ، كما يقول الرجل إِذا نظر إِلى الكسوة الفاخرة : أكسوة هذه ؟ يريد بالاستفهام تعظيمها ، وتأتي الرجلَ جائزةٌ ، فيقول : أحقٌّ ما أرى ؟ معظِّماً لما ورد عليه . وقال غيره : تقدير الكلام : أتقولون للحق لما جاءكم : هو سحر ؟ أسحر هذا ؟ فحذف السحر الأولُ اكتفاءً بدلالة الكلام عليه ، كقوله : { فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم } [ الإسراء : 8 ] المعنى : بعثناهم ليسوؤوا وجوهَكم . قوله تعالى : { أجئتنا لتلفتنا } قال ابن قتيبة : لتصرفنا . يقال : لفتُّ فلاناً عن كذا : إِذا صرفته . ومنه الالتفات ، وهو الانصراف عما كنت مقبلاً عليه . قوله تعالى : { وتكونَ لكما الكبرياء في الأرض } وروى أبان ، وزيد عن يعقوب { ويكون لكما } بالياء . وفي المراد بالكبرياء ثلاثة أقوال : أحدها : الملك والشرف ، قاله ابن عباس . والثاني : الطاعة ، قاله الضحاك . والثالث : العلوّ ، قاله ابن زيد . قال ابن عباس : والأرض هاهنا ، أرض مصر . قوله تعالى : { بكل ساحر } قرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف « بكل سحَّار » بتشديد الحاء وتأخير الألف . قوله تعالى : { ما جئتم به السحرُ } قرأ الأكثرون « السحرُ » بغير مدّ ، على لفظ الخبر ، والمعنى : الذي جئتم به من الحبال والعصيّ ، هو السحر ، وهذا ردٌّّ لقولهم للحق : هذا سحر ، فتقديره : الذي جئتم به السحر ، فدخلت الألف واللام ، لأن النكرة إِذا عادت ، عادت معرفة ، كما تقول : رأيت رجلاً ، فقال ليَ الرجل . وقرأ مجاهد ، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، وأبان عن عاصم ، وأبو حاتم عن يعقوب « آلسحر » بمدِّ الألف ، استفهاماً . قال الزجاج : والمعنى : أي شيء جئتم به ؟ أسحر هو ؟ على جهة التوبيخ لهم . وقال ابن الأنباري : هذا الاستفهام معناه التعظيم للسحر ، لا على سبيل الاستفهام عن الشيء الذي يُجهل ، وذلك مثل قول الإِنسان في الخطأ الذي يستعظمه من إِنسان : أَخَطَأٌ هذا ؟ أي : هو عظيم الشأن في الخطأ . والعرب تستفهم عما هو معلوم عندها ، قال امرؤ القيس : @ أغرَّكِ مِنّي أنّ حُبَّكِ قاتلي وأنَّك مهما تأمري القلبَ يَفْعَلِ @@ وقال قيس بن ذريح : @ أراجعةٌ يالُبنَ أيامُنا الأُلى بذي الطَّلح أم لا ما لَهُنَّ رجوعُ @@ فاستفهم وهو يعلم أنهن لا يرجعن . قوله تعالى : { إِن الله سيبطله } أي : يهلكه ، ويُظهر فضيحتكم ، { إِن الله لا يصلح عمل المفسدين } لا يجعل عملهم نافعاً لهم . { ويُحقُّ الله الحقَّ } أي : يظهره ويمكنِّه ، { بكلماته } بما سبق من وعده بذلك .