Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 93-97)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ولقد بوَّأنا بني إِسرائيل } أي : أنزلناهم منزل صدق ، أي منزلاً كريما . وفي المراد ببني إِسرائيل قولان : أحدهما : أصحاب موسى . والثاني : قريظة والنضير . وفي المراد بالمنزل الذي أُنزلوه خمسة أقوال . أحدها : أنه الأردن ، وفلسطين ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : الشام ، وبيت المقدس ، قاله الضحاك وقتادة . والثالث : مصر ، روي عن الضحاك أيضاً . والرابع : بيت المقدس ، قاله مقاتل . والخامس : ما بين المدينة والشام من أرض يثرب ، ذكره علي بن أحمد النيسابوري . والمراد بالطيبات : ما أُحل لهم من الخيرات الطيبة . { فما اختلفوا } يعني بني إسرائيل . قال ابن عباس : ما اختلفوا في محمد ، لم يزالوا به مصدِّقين ، { حتى جاءهم العلم } يعني : القرآن ، وروي عنه : حتى جاءهم العلم ، يعني محمداً . فعلى هذا يكون العلم هاهنا : عبارة عن المعلوم . وبيان هذا أنه لما جاءهم ، اختلفوا في تصديقه ، وكفر به أكثرهم بغياً وحسداً بعد أن كانوا مجتمعين على تصديقه قبل ظهوره . قوله تعالى : { فإن كنتَ في شك } في تأويل هذه الآية ثلاثة أقوال : أحدها : أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره من الشاكّين ، بدليل قوله في آخر السورة : { إِن كنتم في شكٍّ من ديني } [ يونس 105 ] ، ومثله قوله { يا أيها النَّبيُّ اتَّق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً } [ الأحزاب 2 ] ثم قال : { بما تعملون خبيراً } [ الأحزاب 3 ] ولم يقل : بما تعمل ، وهذا قول الأكثرين . والثاني : أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهو المراد به . ثم في المعنى قولان : أحدهما : أنه خوطب بذلك وإن لم يكن في شك ، لأنه من المستفيض في لغة العرب أن يقول الرجل لولده : إن كنت ابني فبِرَّني ، ولعبده : إِن كنت عبدي فأطعني ، وهذا اختيار الفراء . وقال ابن عباس : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شك ، ولا سأل . والثاني : أن تكون « إِن » بمعنى « ما » فالمعنى : ما كنت في شك { فاسأل } ، المعنى : لسنا نريد أن نأمرك أن تسأل لأنك شاكّ ، ولكن لتزداد بصيرة ، ذكره الزجاج . والثالث : أن الخطاب للشاكّين ، فالمعنى : إِن كنت أيها الإِنسان في شك مما أُنزل إليك على لسان محمد ، فَسَلْ ، روي عن ابن قتيبة . وفي الذي أنزل إِليه قولان . أحدهما : أنه أُنزل إِليه أنه رسول الله . والثاني : أنه مكتوب عندهم في التوراة والإِنجيل . قوله تعالى : { فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك } وهم اليهود والنصارى . وفي الذين أُمر بسؤالهم منهم قولان : أحدهما : من آمن ، كعبد الله بن سلام ، قاله ابن عباس ، ومجاهد في آخرين . والثاني : أهل الصدق منهم ، قاله الضحاك ، وهو يرجع إِلى الأول ، لأنه لا يَصْدق إلا من آمن . قوله تعالى : { لقد جاءك الحق من ربك } هذا كلام مستأنف . قوله تعالى : { إِن الذين حقت } أي : وجبت { عليهم كلمةُ ربِّك } أي : قوله . وبماذا حقت الكلمة عليهم ، فيه أربعة أقوال : أحدها : باللعنة . والثاني : بنزول العذاب . والثالث : بالسَّخط . والرابع : بالنقمة . قوله تعالى : { ولو جاءتهم كل آية } قال الأخفش : إِنما أنَّث فعل « كل » لأنه أضافه إلى « آية » وهي مؤنثة .