Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 1-1)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فأما { آلر } فقد ذكرنا تفسيرها في سورة ( يونس ) قال الفراء : و { كتاب } مرفوع بالهجاء الذي قبله ، كأنك قلت : حروف الهجاء هذا القرآن ، وإِن شئت رفعته باضمار « هذا كتاب » ، والكتاب : القرآن . وفي قوله : { أحكمت آياته } أربعة أقوال : أحدها : أُحكمت فما تُنسخُ بكتاب كما نُسخت الكتب والشرائع ، قاله ابن عباس ، واختاره ابن قتيبة . والثاني : أُحكمت بالأمر والنهي ، قاله الحسن ، وأبو العالية . والثالث : أُحكمت عن الباطل ، أي : مُنعت ، قاله قتادة ، ومقاتل . والرابع : أُحكمت بمعنى جُمعت ، قاله ابن زيد . فإن قيل : كيف عمَّ الآيات هاهنا بالإِحكام ، وخص بعضها في قوله : { منه آيات محكمات } [ آل عمران : 8 ] ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أن الإِحكام الذي عمَّ به هاهنا ، غير الذي خَصَّ به هناك . وفي معنى الإِحكام العامّ خمسة أقوال ، قد أسلفنا منها أربعة في قوله : { أُحكمت آياته } . والخامس : أنه إِعجاز النظم والبلاغة وتضمين الحِكَم المعجزة . ومعنى الإِحكام الخاص : زوال اللَّبْس ، واستواء السامعين في معرفة معنى الآية . والجواب الثاني : أن الإِحكام في الموضعين بمعنى واحد . والمراد بقوله : { أُحكمت آياته } : أُحكم بعضها بالبيان الواضح ومنع الالتباس ، فأُوقعَ العمومُ على معنى الخصوص ، كما تقول العرب : قد أكلتُ طعام زيد ، يعنون : بعضَ طعامه ، ويقولون : قُتلنا وربِّ الكعبة ، يعنون : قُتل بعضنا ، ذكر ذلك ابن الأنباري . وفي قوله : { ثم فصِّلت } ستة أقوال : أحدها : فصِّلت بالحلال والحرام ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : فصِّلت بالثواب والعقاب ، رواه جسر بن فرقد عن الحسن . والثالث : فصِّلت بالوعد والوعيد ، رواه أبو بكر الهذلي عن الحسن أيضاً . والرابع : فصِّلت بمعنى فسِّرت ، قاله مجاهد . والخامس : أُنزلت شيئاً بعد شيء ، ولم تنزل جملة ، ذكره ابن قتيبة . والسادس : فصِّلت بجميع ما يُحتاج إِليه من الدلالة على التوحيد ، وتثبيت نبوَّة الأنبياء ، وإِقامة الشرائع ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { من لدن حكيم } أي : من عنده .