Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 30-34)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ويا قوم من ينصرني } أي : من يمنعني من عذاب الله إِن طردتهم . قوله تعالى : { ولا أقول لكم عندي خزائن الله } قال ابن الأنباري : أراد بالخزائن : عِلمَ الغيب المطوي عن الخلق ، لأنهم قالوا له : إنما اتَّبعك هؤلاء في الظاهر وليسوا معك ، فقال لهم : ليس عندي خزائن غيوب الله فأعلم ما تنطوي عليه الضمائر . وإِنما قيل للغيوب : خزائن ، لغموضها عن الناس واستتارها عنهم . قال سفيان بن عيينة : إِنما آيات القرآن خزائن ، فإذا دخلتَ خزانةً فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها . قوله تعالى : { ولا أعلم الغيب } قيل : إِنما قال لهم هذا ، لأن أرضهم أجدبت ، فسألوه : متى يجيء المطر ؟ وقيل : بل سألوه : متى يجيء العذاب ؟ فقال : ولا أعلم الغيب . وقوله : { ولا أقول إِني ملَك } جواب لقولهم : { ما نراك إِلا بشراً مثلَنا } [ هود : 27 ] . { ولا أقول للذين تزدري أعينكم } أي : تحتقر وتستصغر المؤمنين . قال الزجاج : « تزدري » تستقل وتستخِس ، يقال : زريت على الرجل : إِذا عبت عليه وخسست فعله ، وأزريت به : إِذا قصرت به . وأصل تزدري : تزتري ، إِلا أن هذه التاء تبدل بعد الزاي دالاً ، لأن التاء من حروف الهمس ، وحروف الهمس خفية ، فالتاء بعد الزاي تخفى ، فأبدلت منها الدال لجهرها . قوله تعالى : { لن يؤتيهم الله خيراً } قال ابن عباس : إِيمانا . ومعنى الكلام : ليس لي أن أطَّلِع على ما في نفوسهم فأقطع عليهم بشيء ، وليس لاحتقاركم إِياهم يبطل أجرهم . { إِني إِذاً لمن الظالمين } إِن قلت هذا الذي تقدم ذكره ، وقيل إِن طردتهم . قوله تعالى : { قد جادلتنا } قال الزجاج : الجدال : هو المبالغة في الخصومة والمناظرة ، وهو مأخوذ من الجَدْل ، وهو شدة الفتل ، ويقال للصقر : أجدل ، لأنه من أشد الطير . ويُقرأ { فأكثرت جَدْلنا } . قوله تعالى : { فائتنا بما تعدنا } قال ابن عباس : يعنون العذاب . { إِن كنت من الصادقين } أنه يأتينا . قوله تعالى : { إِن أردت أن أنصح لكم } أي : أنصحكم . وفي هذه الآية شرطان ، فجواب الأول النصح ، وجواب الثاني النفع . قوله تعالى : { إِن كان الله يريد أن يُغويكم } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : يُضلكم ، قاله ابن عباس . والثاني : يُهلككم ، حكاه ابن الأنباري : وقال : هو قول مرغوب عنه . والثالث : يضلكم ويهلككم ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { هو ربكم } أي : هو أولى بكم ، يتصرف في ملكه كما يشاء { وإِليه تُرجعون } بعد الموت .