Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 49-53)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { تلك من أنباء الغيب } في المشار إليه بـ « تلك » قولان : أحدهما : قصة نوح . والثاني : آيات القرآن ، والمعنى : تلك من أخبار ما غاب عنك وعن قومك . فان قيل : كيف قال هاهنا : « تلك » وفي مكان آخر « ذلك » ؟ فقد أجاب عنه ابن الأنباري ، فقال : « تلك » إِشارة إِلى آيات القرآن ، و « ذلك » إِشارة إِلى الخبر والحديث ، وكلاهما معروف في اللغة الفصيحة ، يقول الرجل : قد قدم فلان ، فيقول سامعٌ قولَه : قد فرحت به ، وقد سررت بها ، فاذا ذكّر ، عنى القدوم ، وإِذا أنَّث ، ذهب إِلى القَدْمَة . قوله تعالى : { من قبل هذا } يعني : القرآن . { فاصبر } كما صبر نوح على أذى قومه { إِن العاقبة } أي : آخر الأمر بالظفر والتمكين { للمتقين } أي : لك ولقومك كما كان لمؤمني قوم نوح . قوله تعالى : { إِن أنتم إِلا مفترون } أي : ما أنتم إِلا كاذبون في إِشراككم مع الله الأوثان . وما بعد هذا قد سبق تفسيره [ يونس : 72 ] إِلى قوله : { يرسل السماء عليكم مدراراً } وهذا أيضاً قد سبق تفسيره في [ سورة الأنعام 61 ] . والسبب في قوله لهم ذلك ، أن الله تعالى حبس المطر عنهم ثلاث سنين ، وأعقم أرحام نسائهم ، فوعدهم إِحياء بلادهم وبسط الرزق لهم إِن آمنوا . قوله تعالى : { ويزدكم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكم } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه الولد وولد الولد ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : يزدكم شدة إِلى شدتكم ، قاله مجاهد ، وابن زيد . والثالث : خِصباً إِلى خصبكم ، قاله الضحاك . قوله تعالى : { ولا تتولَّوا مجرمين } قال مقاتل : لا تُعرضوا عن التوحيد مشركين . قوله تعالى : { ما جئتنا ببينة } أي : بحجة واضحة . { وما نحن بتاركي آلهتنا } يعنون الأصنام . { عن قولك } أي : بقولك ، و « الباء » و « عن » يتعاقبان .