Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 22-22)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ولما بلغ أشده } قد ذكرنا معنى الأشد في [ الأنعام : 152 ] ، واختلف العلماء في المراد به هاهنا على ثمانية أقوال : أحدها : أنه ثلاث وثلاثون سنة ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وقتادة . والثاني : ثماني عشرة سنة ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال عكرمة . والثالث : أربعون سنة ، قاله الحسن . والرابع : بلوغ الحلم ، قاله الشعبي ، وربيعة ، وزيد بن أسلم ، وابنه . والخامس : عشرون سنة ، قاله الضحاك . والسادس : أنه من نحو سبع عشرة سنة إِلى نحو الأربعين ، قاله الزجاج . والسابع : أنه بلوغ ثمان وثلاثين سنة ، حكاه ابن قتيبة . والثامن : ثلاثون سنة ، ذكره بعض المفسرين . قوله تعالى : { آتيناه حكماً } فيه أربعة أقوال : أحدها : أنه الفقه والعقل ، قاله مجاهد . والثاني : النبوَّة ، قاله ابن السائب . والثالث : أنه جُعل حكيماً ، قاله الزجاج ، قال : وليس كل عالم حكيماً ، إنما الحكيم : العالم المستعمِل علمه ، الممتنع به من استعمال ما يجهَّل فيه . والرابع : أنه الإِصابة في القول ، ذكره الثعلبي . قال اللغويون : الحكم عند العرب ما يصرف عن الجهل والخطأ ، ويمنع منهما ، ويردُّ النفس عما يشينها ويعود عليها بالضرر ، ومنه : حكمَة الدابة . وأصل أحكمت في اللغة : منعت ، وسمي الحاكم حاكماً ، لأنه يمنع من الظلم والزيغ . وفي المراد بالعلم هاهنا قولان . أحدهما : الفقه . والثاني علم الرؤيا . قوله تعالى : { وكذلك نجزي المحسنين } أي : ومثل ما وصفنا من تعليم يوسف وحراسته ، نثيب من أحسن عمله ، واجتنب المعاصي ، فننجِّيه من الهلكة ، ونستنفذه من الضلالة فنجعله من أهل العلم والحكمة كما فعلنا بيوسف . وفي المراد بالمحسنين هاهنا ثلاثة أقوال : أحدها : الصابرون على النوائب . والثاني : المهتدون ، رويا عن ابن عباس . والثالث : المؤمنون . قال محمد بن جرير : هذا ، وإِن كان مخرج ظاهره على كل محسن ، فالمراد به محمد صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : كما فعلتُ بيوسف بعد مالقي من البلاء فمكَّنته في الأرض وآتيته العلم ، كذلك أفعل بك وأنجيك من مشركي قومك .