Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 23-23)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه } أي : طلبت منه المواقعة ، وقد سبق اسمها . قال الزجاج : المعنى : راودته عما أرادته مما يريد النساء من الرجال . { وقالت هيت لك } قرأ ابن كثير : « هَيْتُ لك » بفتح الهاء وتسكين الياء وضم التاء . وقرأ نافع ، وابن عامر : « هِيتَ لك » بكسر الهاء وتسكين الياء وفتح التاء ، وهي مروية عن علي بن أبي طالب . وروى الحُلواني عن هشام عن ابن عامر مثله ، إِلا أنه همزه . قال أبو علي الفارسي : هو خطأ . وروي عن ابن عامر : « هِئْتُ لك » بكسر الهاء وهمز الياء وضم التاء ، وهي قراءة ابن عباس ، وأبي الدرداء ، وقتادة . قال الزجاج : هو من الهيئة ، كأنها قالت : تهيأت لك . وعن ابن محيصن ، وطلحة بن مصرف ، مثل قراءة ابن عباس ؛ إِلا أنها بغير همز ، وعن ابن محيصن بفتح الهاء وكسر التاء ، وهي قراءة أبي رزين ، وحميد . وعن الوليد بن عتبة بكسر الهاء والتاء مع الهمز ، وهي قراءة أبي العالية . وقرأ ابن خثيم مثله ، إِلا أنه لم يهمز . وعن الوليد بن مسلم عن نافع بكسر الهاء وفتح التاء مع الهمز ، وقرأ ابن مسعود ، وابن السميفع ، وابن يعمر ، والجحدري : « هُيِّئتُ لك » برفع الهاء والتاء وبياء مشددة مكسورة بعدها همزة ساكنة . وقرأ أُبَيُّ بن كعب : « ها أنا لك » . وقرأ الباقون بفتح الهاء والتاء بغير همز . قال الزجاج : وهو أجود اللغات ، وأكثرها في كلام العرب ، ومعناها : هلم لك ، أي : أقبل على ما أدعوك إِليه ، وقال الشاعر : @ أَبْلِغْ أمِيْرَ المُؤْمِنْينَ أَخَا العِرَاقِ إِذَا أَتَيْتَا أَنَّ العِرَاقَ وأَهْلَهُ عُنُقٌ إِلَيْكَ فَهَيْتَ هَيْتَا @@ أي : فأقبل وتعال . وقال ابن قتيبة : يقال : هيَّت فلان لفلان : إِذا دعاه وصاح به ، قال الشاعر : @ قد رابني أنَّ الكَرِيَّ أَسْكَتَا لو كانَ مَعْنِيَّاً بها لَهَيَّتَا @@ أي : صار ذا سكوت . واختلف العلماء في قوله : « هيت لك » بأي لغة هي ، على أربعة أقوال : أحدها : أنها عربية ، قاله مجاهد . وقال ابن الأنباري : وقد قيل : إِنها من كلام قريش ، إِلا أنها مما درس وقلَّ في أفواههم آخراً ، فأتى الله به ، لأن أصله من كلامهم ، وهذه الكلمة لا مصدر لها ، ولا تصرُّف ، ولا تثنية ، ولا جمع ، ولا تأنيث ، يقال للاثنين : هيت لكما ، وللجميع : هيت لكم ، وللنسوة : هيت لَكُنَّ . والثاني : أنها بالسريانية ، قاله الحسن . والثالث : بالحورانية ، قاله عكرمة ، والكسائي . وقال الفراء : يقال : إِنها لغة لأهل حوران ، سقطت إِلى أهل مكة فتكلموا بها . والرابع : أنها بالقبطية ، قاله السدي . قوله تعالى : { قال معاذ الله } قال الزجاج : هو مصدر ، والمعنى : أعوذ بالله أن أفعل هذا ، يقال : عذت عياذاً ومعاذاً ومعاذة . { إنه ربي } . أي : إِن العزيز صاحبي { أحسن مثواي } ، قال : ويجوز أن يكون « إِنه ربي » يعني الله عز وجل « أحسن مثواي » أي : توّلاني في طول مُقامي . قوله تعالى : { إِنه لا يفلح الظالمون } أي : إِن فعلت هذا فخنته في أهله بعدما أكرمني فأنا ظالم . وقيل : الظالمون هاهنا : الزناة .