Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 29-30)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يوسف أعرض عن هذا } المعنى : يا يوسف أعرض . وفي القائل له هذا قولان : أحدهما : أنه ابن عمها وهو الشاهد ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه الزوج ، ذكره جماعة من المفسرين . قال ابن عباس : أَعرضْ عن هذا الأمر فلا تذكره لأحد ، واكتمه عليها . وروى الحلبي عن عبد الوراث : « يوسف أعرَضَ عن هذا » بفتح الراء على الخبر . قوله تعالى : { واستغفري لذنبك } فيه قولان : أحدهما : استعفي زوجك لئلا يعاقبَكِ ، قاله ابن عباس . والثاني : توبي من ذنبكِ فإِنكِ قد أثمتِ . وفي القائل لهذا قولان . أحدهما : ابن عمها . والثاني : الزوج . قوله تعالى : { إِنكِ كنتِ من الخاطئين } يعني : من المذنبين . قال المفسرون : ثم شاع ذلك الحديث في مصر حتى تحدَّث بذلك النساء ، وهو قوله : { وقال نسوة في المدينة } ، وفي عددهن قولان : أحدهما : أنهن كن أربعاً : امرأة ساقي الملك ، وامرأة صاحب دواته ، وامرأة خبَّازه ، وامرأة صاحب سجنه ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهن خمس ، امرأة الخبَّاز ، وامرأة الساقي ، وامرأة السجَّان ، وامرأة صاحب الدواة ، وامرأة الآذن ، قاله مقاتل . فأما العزيز ، فهو بلغتهم الملك ، والفتى بمعنى العبد . قال الزجاج : كانوا يسمون المملوك فتى . وإِنما تكلم النسوة في حقها ، طعناً فيها ، وتحقيقاً لبراءة يوسف . قوله تعالى : { قد شغفها حباً } أي : بلغ حبُّه شَغاف قلبها . وفي الشَّغاف أربعة أقوال : أحدها : أنه جلدةٌ بين القلب الفؤاد ، رواه عكرمة عن ابن عباس . والثاني : أنه غلاف القلب ، قاله أبو عبيدة . قال ابن قتيبة : ولم يُرِدِ الغلاف ، إِنما أراد القلب ، يقال : شغفت فلاناً : إِذا أصبت شغافه ، كما يقال : كبدته : إِذا أصبت كبده ، وبطنته : إِذا أصبت بطنه . والثالث : أنه حَبَّة القلب وسويداؤه . والرابع : أنه داءٌ يكون في الجوف في الشراسيف ، وأنشدوا : @ وَقَدْ حَالَ هَمٌّ دُوْنَ ذَلِكَ دَاخِلٌ دُخُوْلَ الشَّغافِ تَبْتَغِيْهِ الأَصَابِعُ @@ ذكر القولين الزجاج . وقال الأصمعي : الشَّغاف عند العرب : داءٌ يكون تحت الشراسيف في الجانب الأيمن من البطن ، والشَّراسيف : مقاطّ رؤوس الأضلاع ، واحدها : شُرسوف . وقرأ عبد الله بن عمرو ، وعلي بن الحسين ، والحسن البصري ، ومجاهد ، وابن محيصن ، وابن أبي عبلة « قد شعفها » بالعين . قال الفراء : كأنه ذهب بها كل مذهب ، والشَّعَف : رؤوس الجبال . قوله تعالى : { إِنا لنراها في ضلال مبين } أي : عن طريق الرشد ، لحبها إِياه . والمبين : الظاهر .