Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 33-34)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قال رب السجن أحب إِلي } قال وهب بن منبه : لما قالت : « فذلكن الذي لمتنّني فيه » قلن : لا لوم عليكِ ، قالت : فاطلبن إِلى يوسف أن يسعفني بحاجتي ، فقلن : يا يوسف افعل ، فقالت : لئن لم يفعل لأخلدنَّه السجن ، فعند ذلك قال . { رب السجن أحب إِلي } . وقرأ يعقوب : « السَّجن » بفتح السين هاهنا فحسب . قال الزجاج : من كسر سين « السجن » فعلى اسم المكان ، فيكون المعنى : نزول السجن أحب إِليَّ من ركوب المعصية ، ومن فتح ، فعلى المصدر ، المعنى : أن أُسجن أحب إِلي . { وإِلاَّ تصرفْ عني كيدهن } أي : إِلاَّ تعصمني { أصب إِليهن } أي : أمِل إِليهن . يقال : صبا إِلى اللهو يصبو صَبْواً وصُبُوّاً وصَباءً : إِذا مال . وقال ابن الأنباري : ومعنى هذا الكلام : اللهم اصرف عني كيدهن ، ولذلك قال : { فاستجاب له ربُّه } . قال : فإن قيل : إِنما كادته امرأة العزيز وحدها ، فكيف قال « كيدهن » ؟ فعنه ثلاثة أجوبة . أحدها : أن العرب توقع الجمع على الواحد ، فيقول قائلهم : خرجت إِلى البصرة في السفن ، وهو لم يخرج إِلا في سفينة واحدة . والثاني : أن المكنيَّ عنه امرأة العزيز والنسوة اللاتي عاضدنها على أمرها . والثالث : أنه عنى امرأة العزيز وغيرها من نساء العالَمين اللاتي لهن مثل كيدها .