Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 37-39)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قال لا يأتيكما طعام تُرْزَقانه } في معنى : الكلام قولان : أحدهما : لا يأتيكما طعام تُرْزَقانه في اليقظة إِلا أخبرتكما به قبل أن يصل إِليكما ، لأنه كان يخبر بما غاب كعيسى عليه السلام ، وهو قول الحسن . والثاني : لا يأتيكما طعام تُرْزَقانه في المنام إِلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما في اليقظة ، هذا قول السدي . قال ابن عباس : فقالا له : وكيف تعلم ذلك ، ولست بساحر ، ولا عرّاف ، ولا صاحب نجوم ؛ فقال : { ذلكما مما علَّمني ربي } . فإن قيل : هذا كله ليس بجواب سؤالهما ، فأين جواب سؤالهما ؟ فعنه أربعة أجوبة : أحدها : أنه لما علم أن أحدهما مقتول ، دعاهما إِلى نصيبهما من الآخرة ، قاله قتادة . والثاني : أنه عدل عن الجواب لما فيه من المكروه لأحدهما ، قاله ابن جريج . والثالث : أنه ابتدأ بدعائهما إِلى الإِيمان قبل جواب السؤال ، قاله الزجاج . والرابع : أنه ظنهما كاذبَين في رؤياهما ، فعدل عن جوابهما ليُعرضا عن مطالبته بالجواب فلما ألحّا أجابهما ، ذكره ابن الأنباري . فأما الملَّة فهي الدين . وتكرير قوله : { هم } للتوكيد . قوله تعالى : { ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء } قال ابن عباس : يريد : أن الله عصمنا من الشرك { ذلك من فضل الله علينا } أي : اتِّباعنا الإِيمان بتوفيق الله . { وعلى الناس } يعني المؤمنين بأن دلهم على دينه . وقال ابن عباس : « ذلك من فضل الله علينا » أن جعلنا أنبياء « وعلى الناس » أن بعثنا إِليهم ، { ولكنَّ أكثر الناس } من أهل مصر { لا يشكرون } نعم الله فيوحِّدونه . قوله تعالى : { أأرباب متفرقون } يعني : الأصنام من صغير وكبير { خيرٌ } أي : أعظم صفة في المدح { أم الله الواحد القهار } يعني أنه أحق بالإِلهية من الأصنام ؟ فأما الواحد ، فقال الخطابي : هو الفرد الذي لم يزل وحده ، وقيل : هوالمنقطع القرين ، المعدوم الشريك والنظير ، وليس كسائر الآحاد من الأجسام المؤلَّفة ، فإن كل شيء سواه يُدعى واحداً من جهة ، غير واحد من جهات ، والواحد لا يثنَّى من لفظه ، لايقال : واحدان . والقهار : الذي قهر الجبابرة من عتاة خلقه بالعقوبة ، وقهر الخلق كلَّهم بالموت . وقال غيره : القهار : الذي قهر كل شيء فذلَّلَه ، فاستسلم وذلَّ له .