Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 40-41)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ما تعبدون من دونه } إِنما جمع في الخطاب لهما ، لأنه أراد جميع من شاركهما في شركهما . وقوله : « من دونه » أي من دون الله { إِلا أسماءً } يعني : الأرباب والآلهة ، ولا يصح معاني تلك الأسماء للأصنام ، فكأنها أسماء فارغة ، فكأنهم يعبدون الأسماء ، لأنها لا تصح معانيها . { ما أنزل الله بها من سلطان } أي : من حجة بعبادتها . { إِن الحكم إِلا لله } أي : ما القضاء والأمر والنهي إِلا له . { ذلك الدّين القيِّم } أي : المستقيم يشير إِلى التوحيد . { ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون } فيه قولان : أحدهما : لا يعلمون أنه لا يجوز عبادة غيره . والثاني : لا يعلمون ماللمطيعين من الثواب وللعاصين من العقاب . قوله تعالى : { أمَّا أحدكما فيسقي ربَّه خمراً } الرب هاهنا : السيد . قال ابن السائب : لما قص الساقي رؤياه على يوسف ، قال له : ما أحسن ما رأيت ! أما الأغصان الثلاثة ، فثلاثة أيام ، يبعث إِليك الملك عند انقضائها ، فيردك إِلى عملك ، فتعود كأحسن ما كنت فيه ، وقال للخبَّاز : بئس ما رأيت ، السلال الثلاث ، ثلاثة أيام ، ثم يبعث إِليك الملك عند انقضائهن ، فيقتلك ويصلبك ويأكل الطير من رأسك ، فقالا : ما رأينا شيئاً ، فقال : { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } أي : فُرغ منه ، وسيقع بكما ، صدقتما أو كذبتما . فإن قيل : لم حتّم على وقوع التأويل ، وربما صدق تأويل الرؤيا وكذب ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أنه حتم ذلك لوحي أتاه من الله ، وسبيل المنام المكذوب فيه أن لا يقع تأويله ، فلما قال : « قضي الأمر » دل على أنه بوحي . والثاني : أنه لم يحتم ، بدليل قوله : « وقال للذي ظنَّ أنه ناجٍ منهما » ، قال أصحاب هذا الجواب : معنى « قضي الأمر » : قُطع الجواب الذي التمستماه من جهتي ، ولم يعنِ أن الأمر واقع بكما . وقال أصحاب الجواب الأول : الظن هاهنا بمعنى العلم .