Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 43-43)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وقال الملك } يعني ملك مصر الأكبر { إِني أرى } يعني في المنام ، ولم يقل : رأيت ، وهذا جائز في اللغة أن يقول القائل : أرى ، بمعنى رأيت . قال وهب بن منبه : لما انقضت المدة التي وقّتها الله تعالى ليوسف في حبسه ، دخل عليه جبريل إِلى السجن ، فبشَّره بالخروج وملكِ مصر ولقاءِ أبيه ، فلما أمسى الملك من ليلتئذ ، رأى سبع بقرات سمان خرجن من البحر ، في آثارهن سبع عجاف ، فأقبلت العجاف على السمان ، فأخذن بأذنابهن فأكلنهن إِلى القرنين ، ولم يزد في العجاف شيء ، ورأى سبع سنبلات خضر وقد أقبل عليهن سبع يابسات فأكلنهن حتى أتين عليهن ، ولم يزدد في اليابسات شيء ، فدعا أشراف قومه فقصها عليهم ، فقالوا : { أضغاث أحلام } . قال الزجاج : والعجاف التي قد بلغت في الهزال الغاية . والملأ : الذين يُرجع إِليهم في الأمور ويقتدى برأيهم ، واللام في قوله : { للرؤيا } دخلت على المفعول للتبيين ، المعنى : إِن كنتم تعبرون . ثم بيّن باللام فقال . « للرؤيا » ومعنى عبرتُ الرؤيا وعبَّرتها : أخبرت بآخر ما يؤول إِليه أمرها ، واشتقاقه من عبر النهر ، وهو شاطىء النهر ، فتأويل عبرت النهر : بلغت إِلى عِبْره ، أي : إِلى شطه وهو آخر عرضه . وذكر ابن الأنباري في اللام قولين : أحدهما : أنها للتوكيد . والثاني : أنها أفادت معنى « إِلى » والمعنى : إِن كنتم توجّهون العبارة إِلى الرؤيا .