Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 42-42)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقال للذي ظن أنه ناجٍ منهما } يعني الساقي . وفي هذا الظن قولان : أحدهما : أنه بمعنى العلم ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه الظن الذي يخالف اليقين ، قاله قتادة . قوله تعالى : { اذكرني عند ربك } أي : عند صاحبك ، وهو الملك ، وقل له : إِن في السجن غلاماً حُبس ظلماً . واسم الملك : الوليد بن الريّان . قوله تعالى : { فأنساه الشيطان ذكر ربه } فيه قولان : أحدهما : فأنسى الشيطان الساقي ذكر يوسف لربه ، قاله أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال ابن إِسحاق . والثاني : فأنسى الشيطان يوسف ذكر ربه ، وأمره بذكر الملك ابتغاءَ الفرج من عنده ، قاله مجاهد ، ومقاتل ، والزجاج ، وهذا نسيان عمد ، لا نسيان سهو ، وعكسه القول الذي قبله . قوله تعالى : { فلبث في السجن بضع سنين } أي : غير ماكان قد لبث قبل ذلك . عقوبة له على تعلُّقه بمخلوق . وفي البضع تسعة أقوال : أحدها : ما بين السبع والتسع ، روى ابن عباس أن أبا بكر لما ناحب قريشاً عند نزول { آلم غلبت الروم } [ الروم : 1 ، 2 ] ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا احتطت ، فإن البضع ما بين السبع إِلى التسع " والثاني : اثنتا عشرة سنة ، قاله الضحاك عن ابن عباس . والثالث : سبع سنين ، قاله عكرمة . والرابع : أنه ما بين الخمس إِلى السبع ، قاله الحسن . والخامس : أنه ما بين الأربع إِلى التسع ، قاله مجاهد . والسادس : ما بين الثلاث إِلى التسع ، قاله الأصمعي ، والزجاج . والسابع : أن البضع يكون بين الثلاث والتسع العشر ، قاله قتادة . والثامن : أنه ما دون العشرة ، قاله الفراء ، وقال الأخفش : البضع : من واحد إِلى عشرة . والتاسع : أنه مالم يبلغ العقد ولا نصفه ، قاله أبو عبيدة : قال ابن قتيبة : يعني ما بين الواحد إِلى الأربعة . وروى الأثرم عن أبي عبيدة : البضع : ما بين ثلاث وخمس . وفي جملة ما لبث في السجن ثلاثة أقوال : أحدها : اثنتا عشرة سنة ، قاله ابن عباس . والثاني : أربع عشرة ، قاله الضحاك . والثالث : سبع سنين ، قاله قتادة . قال مالك بن دينار : لما قال يوسف للساقي « اذكرني عند ربك » قيل له : يا يوسف ، أتخذت من دوني وكيلاً ؟ لأطيلنَّ حبسك ، فبكى ، وقال : يارب ، أنسى قلبي كَثرةُ البلوى ، فقلت كلمة ، فويل لإِخوتي .