Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 4-5)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِذ قال يوسف لأبيه } في « إِذ » قولان : أحدهما : أنها صلة للفعل المتقدِّم ، والمعنى : نحن نقص عليك إِذ قال يوسف . والثاني : أنها صلة لفعل مضمر ، تقديره : اذكر إِذ قال يوسف ، ذكرهما الزجاج ، وابن الأنباري . قوله تعالى : { يا أبت } قرأ أبو جعفر ، وابن عامر بفتح التاء ، ووقفا بالهاء ، وافقهما ابن كثير في الوقف بالهاء ، وقرأ الباقون بكسر التاء . فمن فتح التاء ، أراد : يا أبتا ، فحذف الألف كما تحذف الياء ، فبقيت الفتحة دالة على الألف ، كما أن الكسرة تبقى دالة على الياء . ومن وقف على الهاء ، فلان تاء التأنيث تبدل منها الهاء في الوقف . وقرأ أبو جعفر أحد عشر ، وتسعة عشر ، بسكون العين فيهما . وفي مارآه يوسف قولان : أحدهما : أنه رأى الشمس والقمر والكواكب ، وهو قول الأكثرين . قال الفراء : وإِنما قال : « رأيتهم » على جمع ما يعقل ، لأن السجود فعل ما يعقل ، كقوله : { يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم } [ النمل : 18 ] . قال المفسرون : كانت الكواكب في التأويل إِخوته ، والشمس أمه ، والقمر أباه ، فلما قصَّها على يعقوب أشفق من حسد إِخوته . وقال السدي : الشمس أبوه ، والقمر خالته ، لأن أمه كانت قد ماتت . والثاني : أنه رأى أبويه وإِخوته ساجدين له ، فكنى عن ذكرهم ، وهذا مروي عن ابن عباس ، وقتادة . فأما تكرار قوله : { رأيتهم } فقال الزجاج : إِنما كرره لمَّا طال الكلام توكيداً . وفي سن يوسف لما رأى هذا المنام ثلاثة أقوال : أحدها : سبع سنين . والثاني : اثنتا عشرة سنة والثالث : سبع عشرة سنة . قال المفسرون : علم يعقوب أن إِخوة يوسف يعلمون تأويل رؤياه ، فقال : { لا تقصص رؤياك على إِخوتك فيكيدوا لك كيداً } ، قال ابن قتيبة : يحتالوا لك حيلة ويغتالوك . وقال غيره : اللام صلة ، والمعنى : فيكيدوك . والعدو المبين : الظاهر العداوة .